زهير السراج

كلنا ذلك الرجل يا مختار !!

[ALIGN=CENTER]كلنا ذلك الرجل يا مختار !! [/ALIGN] * إلتقيت صدفة فى ميدان البوستة بأم درمان بالشاعر الكبير صاحب الكلمات الرقيقة الذي تغنى بكلماته معظم المطربين الكبار، والصحافي المبدع صاحب اليراع النظيف (مختار دفع الله)، وكانت فرصة عظيمة لي أن أراه وأسعد بالحديث معه بعد فترة طويلة من الوقت لم أره فيها وان كنت قد تابعت بعض حواراته التلفزيونية والاذاعية والصحفية التي برع فيها كعادته، وأسعدني الحظ بأنه كان يحمل معه ديوانه الثالث ( الفرح المهاجر) الذى يحتوي على مجموعة فريدة من القصائد القديمة والحديثة ــ ومثل شعر مختار لا يقدم ولا يصدأ ــ فاهداني نسخة بإهدائه وتوقيعه .. وكانت أعظم هدية جاءتني في وقت كنت محتاجا فيه لشئ يرطب الوجدان ويزيح عن النفس الهموم ويدخل فيها البهجة .. وأفضل ما يحقق ذلك هو شعر مختار، خاصة في هذا الزمان الكالح الذي صار شعراءه المنافقون ومطربيه الناعقون وسادته اللصوص والفاسدون !!
* وبقدر ما سعدت بلقاء صاحب الشعر الجميل والعمل الصحفي النظيف، آلمني جدا أن أراه مكتئبا حزينا شارد الذهن يائسا من أي اصلاح ومتشائما من المستقبل، فحاولت ان ادخل في نفسه بعض الامل واشد من ازره ببعض الكلام الأجوف والتمنيات التي لا تقدم ولا تؤخر فلم افلح، وراعني أن يختم لقاءه معي بجملة لا تزال ترن فى أذني وتترك في نفسي الكثير من الألم والشجن .. ( والله لولا ايمانى بالله لرميت نفسى تحت عربة مسرعة وارتحت من هذه الدنيا الكالحة السواد ).. أو هكذا تخيلت !!
* نظرت الى عينيه فرأيت بحارا من الأحزان، أغرقتني بأمواجها المتلاطمة فلم أعد أر شيئا غيرها، وعندما ارتد الى البصر خاسئا وهو حسير، كان مختار قد ابتعد واختفى وسط الزحام وترك علامة استفهام ضخمة تنخر في الوجدان الذى اثراه بمئات القصائد والأغنيات والمقالات والاعمال الصحفية الرفيعة !!
* ما الذى حدث يا مختار .. وهل أنت نفسه الذى قال :
من ضحكتك شرقت شموس
وابيض لون الأبنوس
والدنيا صبحت كرنفال
يتهادى فى موكب عروس …
ومن ضحكتك نيلنا ابتهج
نبتت سنابل من وهج
ام در صحت
فارق عيون ناسا الزهج …
ومن ضحكتك عم ابتهاج
والفرحة يا قمر الزمان
شلناها فوق هامتنا تاج
بيها الزمان صفا وانشرح
يا غالى وابتسم المزاج
* أين الشموس والضحكات والآمال؟ .. أين ذهبت يا مختار ؟!
* لن أخدعك يا صديقي بكلمتين جميلتين واخدر مشاعرك، ولكننى اقول لك .. ( هذا زمن البغاث يا مختار ولا تظن نفسك وحدك فى الألم والعذاب فكلنا ذلك الرجل!!)
* (كنت اود زيارتك ولكنني خارج الوطن في رحلة قصيرة واتمنى أن اراك سعيدا عندما اعود، والى لقاء قريب بإذن الله الكريم، تحياتي واشواقي) .

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

13 فبراير 2010

تعليق واحد

  1. نرجو عندما ترجع بالسلآمة ألا تبخل عليه بكلمتين جميلتين فما أجمل أن تزرع الابتسامة مكان العبوس والفرح مكان الحزن والسعادة بديلآ للتعاسة .. فالرفقة العطوفة كثيرا ماتنسيك الالم
    والاحباط ولايغير الله باقوم حتي يغيروا مابأنفسهم ولنبدأ من اللحظة وحانت لحظات التغيير .
    لك التحية دكتور زهير وعودا حميدا مستطاب ياذن الله .