الطاهر ساتي
نحو عدل يشمل الجميع ..!!
** ولذلك ليس مدهشاً أن تختزل الحركة الشعبية – وبعض قوى المعارضة – جريمة قتل الطالب محمد عبد الله بحر الدين ، عليه رحمة الله ، في « برنامجها الانتخابي » .. هذا الاختزال المخل لهذه المأساة ليس بمدهش ، ولو لم تختزلها الحركة الشعبية وبقية القوى لما سميت ب « الأحزاب السودانية » .. والمدهش جدا أن المؤتمر الوطني يبدي غضبا لذاك الاستغلال ، وكأنه برئ منه ، وهو ليس كذلك ، فالمؤتمر أيضا له تاريخ حافل في تحويل الدماء والدموع والأحزان الي أعراس وكرنفالات ، وهذه وتلك أيضا نوع من أنواع الاستغلال .. وعليه ، يجب أن ترتقي طرائق تفكير قوانا السياسية ، الحاكمة والمعارضة ، الي حيث الوعي الذي ينصح صاحبه بعدم المتاجرة بمآسي العنف وعدم استغلال الدماء والدموع بحيث يصبح برنامجا للكسب السياسي الرخيص .. ذاك الوعي يجب أن يتوفر في سوح السياسة يا سادة يا كرام .. وليس من الوعي ، ولا من الأخلاق ، أن تسخر أحزابنا المواطن لخدمة أجندته السلطوية ، حيا و..« ميتا » ..!!
** ثم .. جريمة اغتيال الطالب محمد ، رحمة الله عليه ، تضع شرطة البلد أمام اختبار آخر .. نعم ، الكل يشهد للشرطة نجاحها – بفضل الله ثم بحنكة كادرها – في فك طلاسم جرائم معقدة في فترة زمنية وجيزة .. وما هذه الجريمة الا كما السابقات ، جنائية .. وهي – الشرطة – الجهة المناط بها فك طلاسمها ثم تقديم الجناة الي قاعات المحاكم تحت سمع وبصر الرأي العام ، حتى يطمئن كل طالب في جامعته وكل مواطن في بيته ، وحتى لايذهب الظن بالرأي العام العالمي بأن عاصمة السودان لم تعد الا غابة بحيث يساق الطالب من أمام جامعته نهارا ثم يلقى به مقتولا على الشاطئ ، ولم تعرف الحكومة وشرطتها من القاتل ؟… أو هكذا سينظر العالم الي واقع الحال الأمنى في عاصمة البلد ما لم تحل أجهزة الدولة الشرطية والعدلية خيوط هذه الجريمة وتعاقب مجرميها.. فالجريمة لم تعد قضية الرأي العام السوداني فقط ، بل صدرتها الفضائيات والوكالات الي آذان وعيون وعقول شعوب الدنيا والعالمين بعد أن غلفتها بغلاف السياسة .. وأحسب أن الشرطة هي الجهة المناط بها مهام كشف نوع غلاف تلك الجريمة ، غلافا سياسيا كان أو غيره .. وهنا مكمن الاختبار الذي يجب أن تتجاوزه الشرطة بذات النجاح الذي تجاوزت به اختبار طلاسم جريمة اغتيال محمد صالحين – مرشح المؤتمر الوطني بحلفا الجديدة – رحمة الله عليه .. !!
** ولكي لا ننسى .. كما نطالب سلطات الخرطوم بتحقيق العدالة في جريمة اغتيال الطالب محمد ، علينا أن نطالب أيضا سلطات جوبا بتحقيق العدالة في جريمة اختطاف المهندس عبد المطلب .. العدالة لاتتجزأ .. فلنبسطها في كل أرجاء الوطن بنزاهة وأمانة ومسؤولية ، حتى ينعم بها كل أهل السودان وليس ..« زعماء السياسة فقط » …!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5964
tahersati@hotmail.com
عين الحق ابو ساتي والجميع يعلم بان الحبة داخل السودان قبة في (خارج السودان ) لدى بعض الناس واقرب مثال لذلك برنامج فيصل القاسم الاتجاه المعاكس في موضوع من طلبت بعودة الاستعمار الي السودان والحكم عليها وما كان من كلام ولكن برضو نقول بان الاستاذ القاسم متخصص في قضايا السودان ولازم يزج اسم السودان في كل حلقاته ,,,, هل حبا في الشعب السوداني ومواقفه ام لا يجد الحرية الا في السودان؟؟؟؟؟؟؟
حقا يا أخي أن من مهزلة السياسة عندنا ان نكسب على جماجم الأخرين فلا حزن يحزننا ولا ميت نعتبر به ، بل أن نطبل ونملأ الارض ضجيجا لموت طالب لا نقلل من أهمية ذلك فمن قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعا ، ولكن العيب في ساستنا وتفكيرهم الذي لا يتجاوز اقدامهم وكل يصب الزيت على النار لكي تزيد إشتعالا ، ويبقى الأمل في شرطتنا التي أثبتت كفأءتها ومهنيتها العالية وصبرها الدؤوب لفك الطلاسم وبعدها الصائدون في الماء العكر يشربون ماء بارد . ولما كانت قضية محمد احمد طه كثير من الناس إتهموا الحكومة لتأتي الشرطة وتقبض على المتهمين والذين لا ينتمون للحكومة بصلة ، إن الحكم المستعجل على القضايا هو سبب مشاكلنا ، حفظ الله السودان من كل مكروه ورد رشد بعض سادتنا عفوا ساستنا إلى رشدهم ، كما عليهم ترك سياسة الإقصاء والتشفي وان يعرفوا وإن تطاول بهم الزمن فلن يبلغوا المجد إلا بسيرة ناصعة مثل الذهب ولكم في الازهري والمجحوب وغيرهم من الرعيل الأوائل مرشد لسياسة راشدة ، وللقراء الصبر والسلوان