فدوى موسى

عساكم بخير

[ALIGN=CENTER]عساكم بخير [/ALIGN] كثيراً ما تمتحن الأيام معادن الناس ويتبدى التبر من التراب وتتوارى خجلاً بعض النتائج، ووتيرة الحياة العصرية تجعل من العلائق الإنسانية صرحاً لحجارة الكشف والتنقيب، فإن اضطرتك الظروف للبعد والنأي عن الأحبة والأصدقاء جاهد قدرتك أن تبقى على مرونة الوشائج الارتباطية معهم رغم اندثار الخطابات الحبرية التي كانت يوماً نصف المشاهدة.. فقد أصبح ممكناً أن تسمع صوت الآخر وقت ما أردت ذلك.. إذن اذهبوا بعيداً لتبقوا قريبين من الذاكرة والخاطر.. ومهما تعالت موجات الانشغال والانغماس الكلي مع تفاصيل الحياة الضاغطة، لابد من خط للتواصل مع الآخرين.. ويكفي التوادد والتراحم أن تبقي على خط المحبة ساخناً.. ويكفي الآخرين أن تسأل عنهم ولو بعبارة محفوظة (عساكم بخير).

الشيء بالشيء: مع تدافع كل مرشح لعرض بضاعته الانتخابية وجذب واستقطاب الآخرين، تظهر ثقافة جديدة قديمة مفادها أن الشيء بالشيء، ويعني ذلك أن الناخب لا يعطي صوته إلا بالضمان الذي يتناسب مع رؤيته لمجمل العملية الانتخابية.. ولا يستغرب البعض إن علم أن لكل واحد رؤياه التي قد لا تكون مشابهة للأخرى، الأمر الذي يعني اتخاذ زاوية ومنظار مغاير في مدى يبدأ من المنظور الكلي الشامل للمصلحة العليا الى الفكرة البسيطة المترعة بالأنانية والسذاجة.. حيث يرى البعض أن لصوته الانتخابي مقداراً مادياً محسوساً يهزم به مبدأ أن الانتخاب إطار سوي ناضج وواضح للتبادل السلمي للسلطة والخوف من أمثال هذا النوع من الناخبين يورد النتائج المرجوة مورداً من موارد الهلاك الوطني، إذ لا يعقل أن يتضاءل أمر الوطن عند البعض الى درجة بيع مصيره بحفنة رماد.. ورغم أن الشيء بالشيء، إلا أن الأشياء لها إطار عام يجب أن لا تنفلت منه.

آخر الكلام:

عساكم بخير.. وبلدكم بخير.. وأموركم تمام.. (وابقوا مارقين على الجاييكم).. وزي ما قلتوا (الشيء بالشيء).

سياج – آخر لحظة – 1272
fadwamusa8@hotmail.com