فدوى موسى

دراما الانتخابات

[ALIGN=CENTER]دراما الانتخابات [/ALIGN] دكتور (كامل إدريس) يقول إنه صمام أمان هذا السودان ليحل السلام والتراضي ويفكك طلاسم الدهاليز المغلقة.. في حين يكمكم عرمان «خشمه في وجه وسائل الإعلام» ويتبرع بفرص المساحة المتاحة فيها للمؤتمر الوطني في طريقة مبطنة بالاستنكار.. والبشير يقول إنهم عازمون على مواصلة المسير.. والصادق المهدي يعدد المنجيات العشر.. ونقد يتذرع بمطالبة تعويض أهل دارفور المشتتين في المعسكرات وبقاع الأرض و… و…. والمواطن المغلوب على أمره يقلب بصره بين هؤلاء في شيء من الدهشة.. فقد وصلت قناعاته حدها بتميز من يراه مناسباً وفقاً لخلفياته الخاصة وانتماءاته القديمة، ولكن يبقى الأمل معقوداً على الشواطيء التي ترسو عليها سفن الانتخابات القادمة وبرامج التفاوضات التي ما أغلق بابها من جانب إلا وانفتحت من الجانب الآخر أبواب تتوالى في الفتح والإغلاق.. ومحمد أحمد الغلبان يقف ليراقب وتيرة الأمور أحياناً دون أن يعقد حاجب الدهشة أو يرمش له جفن.. والشتات والكيمان الذي يمارس في عالم الطماطم يمارس مرات ومرات في توزيع بعض السلع والبضائع السياسية.. والتفاؤل بالتغيير يقترب ويبتعد بدرجات تبني القضايا الملحة والمطموحة.. خاصة وأن الكل يعرف من أين تؤكل الأكتاف.. بالله عليكم في مثل هذه الحالات الضبابية من يحق له أن «يدق صدره ويقول أنا الصمام».. ومن يستطع أن يجيب على أسئلة من شاكلة من يصدقنا وعده وعهده والكل يطرح أنه الفرج والحل للمعضلات.

دعونا ننتخبكم!

حالة سعار أصابت المنتخبين وجعلتهم في حالة حضور دائم في الجوامع والملمات والمناسبات السعيدة والتعيسة ووتيرة مجاملاتهم في ازدياد مضطرد الى أن يقضي الله في الأمر.. بعض هذه الوجوه غريبة على نسيج الدوائر كأنها نزلت من الفضاءات البعيدة وخلقت جواً من التساؤل كلما التقى اثنان «دا منو يازول؟».. «يا أخ دا مرشح الدائرة…».. «من وين دا؟» … «دا كان زمان…» «وبقى هسه…».. «بالله…». ولا يستغرب بعضهم من حالة التودد والظرافة الزائدة التي تملأ جوانحه حتى أن بعض المرشحين يمكنه في هذه الأيام أن يجاملك في وفاة (حبوبة عم صاحبك) الذي لم تره منذ أن تفرقت بكم السبل قبل عشرات السنين.. ولا تستغرب إن «شال معاك الفاتحة» وإن كان الراحل لا يمت لك بصلة البتة ولسان حاله «صوتك معانا وركز معانا في بطاقات التصويت»، التي هي في ذاتها عملية معقدة بالنسبة للكثيرين الذين لا يسهل عليهم تراكبها وتداخلها ويظل المواطن مشدوهاً في تداعيات برنامج الانتخابات كل يوم بمآلاته… ودراما الانتخابات تحسها في النقاشات والبرامج التي تدفقت.. وأفكار الترويج تختلف باختلاف أساليب كل منتخب.. وأطرف دعاية انتخابية تلك التي تدور في المواصلات العامة هذه الأيام.. حيث يركب شخصان في الكراسي الأمامية للمركبة ويقولون بدراما مناقشة تبدأ بتناحر و«شكلة» وتنتهي في أول محطة تقف فيها المركبة على «شكر المجموعة أو الأفراد المعنيين بالحملة» بأسلوب إيحائي تجد كل ركاب المركبة يهزون رأسهم توافقاً مع برامج المقاعد الأمامية.

آخر الكلام: حقاً نحتاج لصمام أمان.. ولكن رجاءً أيها المظليون الهابطون فجأة الى الأرض من أجل إثبات الذوات.. نستحلفكم بالله ضعونا في حدقات عيونكم فنحن الوطن الذي باسمه تهتفون حقاً أو زيفاً.

سياج – آخر لحظة – 1273
fadwamusa8@hotmail.com