فدوى موسى

بداية خيط


[ALIGN=CENTER]بداية خيط [/ALIGN] … في أدبيات «إخوتنا المصريين»أن رأسَ الخيط رمزٌ لتداعي الأمور، وكنت قد كتبت من قبل قصة للأستاذ «مضوي» الذي كان يدرس في مصر وكان ميالاً للفهم أكثر من الحفظ بينما كان صديقه «حِفِيظ» درجة أولى .. وعندما دخلا الامتحان كان مضوي يجاوب بموجب فهمه بينما كان صاحبه يحاول أن يستشف منه رأس الخيط لما يحفظه «رأس الخيط يا مضوي» .. وها هي المفاوضات ما بين الحفظ والفهم فالإطارات المحفوظة هي الاقتسامات للسلطة والجاه والكيكة السياسية أما الفهم هو ما تسفر عنه الأيام القادمة للعدد المتفرِّخ من الحركات الدارفورية.. وحتى لا نكون أكثر تفاؤلاً بما تم في الدوحة فإننا بحاجة لفهم خيط المفاوضات الذي بدأ منذ سلام الجنوب.. ما قبله وما بعده.. وحقاً عالم ودنيا السياسة يحتاج إلى الفهم وإن كانت الإطارات التفاوضية محفوظة عن ظهر قلب «اقتتال .. جلوس للتفاوض … عودة للتراضي… وتوزيع السلطات والثروة» فإن أمسك أحدكم برأس خيط للتفاوض في أي منحى فلا يتركه إلا وأحلامه محققه…

الفهم قسم:

لم أرى في حياتي مثل تبلُّد بعض العاملين في الخدمة العامة للدرجة التي يصيبك فيها الإحساس بأنك أمام إنسان أثري وحجري.. فإن دخلت يوماً على الباشكاتب «عبدو» في موضوع بسيط «أخرج لك فيه مئة ولادة متعسرة…» «دا منو المضى فيهو ..المفروض يمضي ليك زيد».. تمر اللحظات والدقائق وتعود إليه بإمضاء زيد ليقول لك «مفروض كمان يعلق عليهو عبيد».. وبعد أن يعلق عليه عبيد .. يطالبك بأن تأتيه بما يفيد أنك حقاً تتبع للجهة التي أصدرت الخطاب أو المطالبة أو الاستحقاق أو الغرض… وما أن تنتهي من «جرجرة» الإمضاءات إلا ودخل لك في برنامج «اتذكرت … كدي جيب الخطاب دا.. لأنو كان فلان جاب لينا خطاب زيو ولحدي هسه ما تم الإجراء.. أها لمن نتم ليهو موضوعه ندخلك في الأولوية .. خت خطابك هنا..» فتجد نفسك تضع الخطاب مجبراً .. تضعه لتعود لذات الجرجرة..

آخرالكلام:-

اخرجوا من قمقم الرتابة .. فقط أبحثوا عن رأس الخيط بفهم شديد وأوع من «تعال بكرة أو بعد بكرة.. حاول تعال بكرة».

سياج – آخر لحظة – 1278
fadwamusa8@hotmail.com