فدوى موسى

مريسة تامزين


[ALIGN=CENTER]مريسة تامزين [/ALIGN] بعض المرشحين والمنتخبين يتلبسون هذه الأيام بما فيهم وما ليس فيهم.. بعض قساة القلوب منهم بدأوا (يحننون ويرققون قلوبهم).. فقد أصبحوا فجأة يذكرون (المشردين والهمل)، ويجعلون منهم مدخلاً لجذب واستقطاب الآخرين لهم.. وصارت الحالات الإنسانية التي كأنهم لم يسمعوا بها من قبل.. بضاعتهم الجديدة، ولكنها بضاعة لا تفوت على فطنة الغلابة والصابرين الذين صاروا يرونها بائرة كبوار (مريسة تامزين) التي كتب عنها (د. عقيد «م» محجوب برير).. إنه عند جلاء القوات الإيطالية عن مدينة كسلا أحجم الناس عن تداول العملة الإيطالية المعروفة باسم (أرجنتي) وكانت وسيلة التداول ما بين احتلالهم لكسلا حتى جلائهم عنها في الثامن عشر من يناير 1941 وحول ذلك قالوا (قروش الطليان بقت ما بتجيب مريسة تامزين)، وتامزين هذه عاملة (إنداية) درجت على جمع ما يتركه الرواد من بقايا (المريسة)) في برميل خشبي ثم تعمد الى بيع هذه البقايا للمعسرين آخر النهار وبعشر القيمة، فلما جلا الطليان عن كسلا وأحجم الناس عن تداول عملتهم كانت تامزين في عداد هؤلاء المحجمين بعد أن أصبح (الأرجنتي) الإيطالي بمثابة القرش البراني (أي المزيف)، وقد تغنى العامة في (أغنية فطرية):

يا هتلر الألماني

موسوليني يا الطلياني

لو تضرب السوداني

تصبح قرش براني

ما بسير هنا

آخر الكلام: فليحذر بعض المنتخبين أن تكون بضاعتهم متهالكة وعملاتها (قروش مزيفة من شاكلة القرش البراني).. وبالمناسبة تامزين هذا العصر بدأت من نفسها الإحجام عن جمع البقايا وتخميرها في البرميل الخشبي.. فقد صارت امرأة واعية جداً.. فهل من بضاعة رائجة حقاً.

سياج – آخر لحظة – 1279
fadwamusa8@hotmail.com