طب وصحة

ظاهرة طبية أخطبوطية بالجزيرة


تشهد ولاية الجزيرة في مطلع الاسبوع الثالث من شهر مارس الجاري 2011م تنفيذ مشروع التطبيب عن بُعد.. وهو مشروع طبي وصفته وزارة الصحة الاتحادية بأنه نموذج رائد تأمل ان تقتدي به جميع ولايات السودان لأهميته ولتطبيقه، فقد أعلنت سلطات الجزيرة مولد المشروع بعد استعدادات كبيرة جرت فيها بعض التجارب النموذجية بين مراكز صحية بقري الجزيرة واستشارات طبية شارك فيها بعض كبار الاختصاصيين في أمراض الباطنية.
قال مدير طب الأسرة الدكتور «خالد جعفر محمد دنقلا» إنها فكرة رائعة طبقت في بعض الدول الأجنبية كالنرويج.. وهنا في ولاية الجزيرة نطبقه لأول مرة على المستوى المجتمعي الأسري بحيث ان الطبيب يمكن ان يكون في أقصى الولاية ويتصل عبر شبكة الكترونية بالانترنت مع أي من فريق الأطباء الاختصاصيين ليقدم الاستشارة الطبية للعلاج وتحديد نوعية الدواء اضافة لتحديد صور للرنين المغناطيسي أو الموجات ا لصوتية أو صور الأشعة المقطعية.
وقال مدير طب الأسرة والمسؤول عن تطبيق العلاج عن بعد إن وزارة الصحة بالجزيرة استعدت لانطلاقة المشروع في جميع محليات الولاية السبع وبالتركيز على المناطق الريفية للاستفادة من المشروع الذي جاء بمبادرة من حكومة الجزيرة في إطار برنامج توطين العلاج بالداخل.
وأعلن د. خالد انه تقرر ان يزود الأطباء والطبيبات في مائة خمسة وستين من المراكز الصحية المنتشرة في ربوع الجزيرة البالغة مائتين وثمانين.. سينفذ المشروع في «165» مركزاً صحياً ستزود بأجهزة حديثة للعمل بحاسب آلي ومعدات الكترونية وشبكة إتصال، وبهذا ينال الطبيب بجانب مسؤولياته الطبية تأهيلاً يتفوق به على الطبيب العمومي (Medical Officer) البعيد حالياً عن التطورات التي استحدثت في العلوم الطبية والجهود الجارية لاستيعاب ألف طبيب أسرة تم حالياً التعاقد مع مائة وسيتم قريباً التعاقد مع مائة آخرين.
كما ستخصص وظائف مماثلة للتقنيين والكوادر المساعدة وقد تقدم البعض للإلتحاق بها.
كما تم الاتفاق مع مؤسسة الدواء الدوار لتوفير الأدوية للمراكز حسب النظم والأسس المعمول بها وسيتم دفع المال للمطلوبات من الأدوية وفق تنسيق مع إدارة المشروع ووزارة الصحة بالجزيرة والاستفادة من خدمات التأمين الصحي للمشاركين، علماً أن التأمين الصحي قدم حالياً للمشروع مائة وخمسين «لاب توب»، كما قدمت سوداتل تسهيلات وخدمات للمشروع، وتصب كل هذه الخدمات لرفع مستوى الخدمات الطبية، والمشروع قادر على علاج خمسة وتسعين في المائة من المواطنين والتنسيق جارٍ مع إدارة الرعاية الصحية الأولية، كما تم فتح مراكز متخصصة للتحصين ضد أمراض الطفولة والأمراض النفسية والعصبية ويتم هذا الاستيعاب لأهالي القرى على مستوى القواعد.
وقال د. خالد دنقلا عن المشروع إنه يمثل ظاهرة برغم إشكالات شبكة الإتصال «محلياً» وقصور أجهزة التحاليل، ولكن تجري حالياً إتصالات لاستجلاب أجهزة اكثر تطوراً والاستعانة ببعض المنظمات الخارجية والطوعية لتحقيق الهدف الأساسي للمشروع وهو إعادة صياغة الخدمات الصحية من خلال إنفاذ المشروع وتحقيق نتائج إيجابية.
وتم الاتفاق مع ثمانية عشر من كبار الأطباء الاختصاصيين في مجالات الأمراض المختلفة وكلهم بمدني وتم تجهيز موقع مميز لهم بالمعدات لاستقبال الحالات المرضية على الهواء مباشرة وتقديم الاستشارة الطبية على الفور للأطباء العموميين المقيمين بالمراكز الـ«165».
وقال د. خالد مدير المشروع وهو يجيب على تساؤلات «الرأي العام»:
إن المشروع سيكتمل خلال خمس سنوات لاستيعاب ألف طبيب بحيث يكون كل طبيب مسؤولاً عن خمسة آلاف مريض مستدركاً ان الطبيب العمومي الحالي بولاية الجزيرة حسب إحصاءات رسمية مقننة طبياً ان الطبيب مسؤول عن سبعة وثلاثين ألف مريض. بجانب ان هؤلاء المرضى يقطن بعضهم في مناطق نائية ويستعصي عليهم الاتصال بالأطباء الإختصاصيين الذين يكلف العلاج لديهم الى جانب الدواء والتحاليل المعملية والصور عبر الموجات الصوتية وغيرها مبالغ كبيرة.
وقال وزير صحة الجزيرة الدكتور الفاتح محمد ما لك إن ما يميز أهمية المشروع انه يقدم خدمة مميزة للأسر في ظروف وضحت فيها المهام والمسؤوليات المتعاظمة التي أصبحت المستشفيات بالجزيرة غير قادرة لأداء دورها نسبة للضغوط عليها لكثرة تعداد المرضى خاصة ان ولاية الجزيرة ولاية جاذبة للعمالة و يحيط بها جغرافياً عدد من الولايات يتوافد مواطنوها صوب الجزيرة بحثاً عن العلاج خاصة الأمراض التي تحتاج للرعاية والأدوية والعمليات الجراحية كأمراض السرطان والقلب والكلى.
وأوضح الوزير ان مشروع التطبيب عن بعد يبشر بالنجاح. وهناك بالجزيرة أذرع فاعلة منها جامعة الجزيرة لتدريب الأطباء وصندوق التأمين الصحي وتوافر التخصصات الطبية ومنظمات المجتمع المدني والمغتربين بالخارج، هذا بجانب الدعم المالي المخصص في الميزانية للمشروع.
وقد شرع حالياً في بناء مباني المراكز الصحية التي ستبدأ بمائة مركز طب أسرة وسترتفع خلال هذا العام الى مائتي مركز.
وأكد استمرار المشروع وتطويره الى الأحسن لتقديم خدمات ممتازة للمرضى عن بُعد.

صحيفة الرأي العام