زهير السراج

سرطان الدكوة !!

[ALIGN=CENTER]سرطان الدكوة !! [/ALIGN] * راجعت نفسي عشرات المرات قبل كتابة عامود اليوم عن طعام شعبي يحبه الناس ويبيعه الكادحون والكادحات، حتى لا يتهمني البعض بمحاربة الغلابة فى اقواتهم وارزاقهم كما حدث عندما تحدثت عن ميكروبات ومخاطر (الكسرة) فى مقال سابق!!
* الطعام الشعبى هو (الدكوة) التى تصنع من الفول السودانى، فقد أثبت بحث علمى بجامعة الخرطوم ان كل العينات التى جمعت من المصانع والبقالات والاسواق فى مدن الخرطوم الثلاث كانت ملوثة بأنواع كثيرة من الميكروبات خاصة التى تحتوى عليها فضلات الانسان والحيوان والأتربة، بالاضافة الى تلوثها بالسموم الفطرية الخطيرة المعروفة بـ(الأفلاتوكسين) التى تصنفها المراكز العالمية وإدارة الأطعمة والدواء الأمريكية كأحد أهم أسباب سرطان الكبد والجهاز الهضمى!!
* قد يكون بالامكان حماية (الدكوة) من التلوث بالميكروبات بتحسين طرق الصناعة والعرض، ولكن تبقى المشكلة الكبرى فى أن تلوث الدكوة (أو زبدة الفول السودانى) بالسموم الفطرية لا سبيل لتفاديه، لانه يمكن أن يحدث فى أى مرحلة من مراحل الانتاج والتصنيع والتخزين والتسويق والاستهلاك بما فى ذلك الفول السودانى نفسه… بمعنى أنك يمكن أن تشترى (دكوة) بمواصفات صحية قياسية فى عبوة أنيقة جدا من أفخم بقالة فى أفضل دولة تعتمد المقاييس الصحية الصارمة، ثم تتلوث فى المنزل وتصبح خطرة على الصحة بدون ان ينتبه الانسان او يلاحظ عليها شيئا، فكيف يكون الحال مع الدكوة التى تباع على الأرض فى مواقف المواصلات والأسواق الشعبية ؟!
* هذا الموضوع مزعج جدا بصراحة شديدة، فلا ينفع أن أقترح تقنين صناعة وتجارة الدكوة لضمان صحتها، فمن المستحيل ــ كما أسلفت ــ خاصة مع الظروف البيئية المتردية فى السودان حماية الدكوة من التلوث بالفطريات، ولا ينفع أن أقول امنعوا بيعها فهى الغذاء و مصدر الرزق الوحيد لكثيرين، وهنالك عدد كبير جدا من الأسر تعتمد على ايراداتها الضئيلة فى العيش وتربية الأبناء، ولا ينفع ان نقول للمواطنين لا تشتروها ولا تأكلوها فلا يمكن ان تتغير طبائع الناس من مقال واحد لا يقرأه إلا قلة من المتعلمين.. إلخ!
* ومن جانب آخر .. لا يمكن السكوت، فالدكوة مصدر خطر صحى كبير على الناس فى السودان بما تحمله من ميكروبات كثيرة فى غاية الخطورة وتسبب الكثير من الأمراض خاصة امراض الجهاز الهضمى، بالإضافة الى السم الخطير (الأفلاتوكسين) الذى يقتل ضحاياه ببطء وهم فى شغل عنه، بسرطان الكبد الذى ارتفعت معدلات الاصابة به فى السودان بشكل كبير جدا ولا شك ان (الدكوة) التى نحبها تقف على رأس قائمة المتهمين !!
* الكسرة من أمامكم .. والدكوة من خلفكم فأين المفر؟!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

3مارس 2010

‫3 تعليقات

  1. شكرا يا استاذ لاهتمامك بصحة الناس وحمايتهم من الامراض ومراعاة حال ( الباعة ) للدكوة000 ولكن يابن السراج نريدك ان تتر ك مثل هذه الامور ( مع اهميتها طبعا) ان تتركها للكتاب الذين هم على شاكلة ( فقهاء السلطان )او قل على وزن ( العينو في الفيل ويطعن في ضلو )00يعني بالواضح كدة دايرنك للحاجات الما بيقدر غيرك يقولها 00ودي خليها لناس التحنيس والتمليس ولكتاب الاعمدة التي لا تقوم على دعامة الصدع بالحق والعدل 00 ايدك الله

  2. المفر (للبصل والليمون) والله أعلم لأنه يمكن أن يقتل بعض الميكروبات ، لأن الشغلة لو كانت كده كان زمان نص الشعب السوداني والشعوب المجاورة اتلحست بالكسرة بي سلطة بدكوة.

  3. يازهير والله متمنى يوم واحد تكتب حاجه وتتفآل

    ياخى كتاباتك كلها تشاؤم ياتنتقد الانقاذ الحارقه روحك دى يافلان ياعلان

    والله يشفيك