[ALIGN=CENTER]الفاتحة يا عبدو[/ALIGN]
صباح الخير يا الأمير).. يتعالى صوت مسجل العربة.. و(عبدو) يسرع في مسيرة العربة إلى اتجاه شروق الشمس، وفي ذهنه إدراك الوصول لذلك المستشفى خاصة وأن موعد دفع استحقاق علاج والدته.. قد آن أوانه.. واليوم هو يوم خروجها.. وصل إلى باب المستشفى.. وجد «الغفر» قد بدأ ينفض غبار النوم والنعاس، ولأن (عبدو) كريم ويده واصلة فإن تكرار رقاد أمه في المستشفى وثق علاقته مع العاملين بالمستشفى للدرجة البعيدة.. فرح الغفير بقدومه الصباحي لأنه يعلم أن له نصيباً في هذه الطلة الصباحية.. «عم أبكر .. خذ .. أمسك» .. «أها .. صحي الليلة الوالدة مارقة من المستشفى.. يا حليلها» .. وينطلق (عبدو) إلى بطن المستشفى ما بين دعاء العمال ورغبته الصادقة في أن تجد أمه العلاج الناجع… ولكن في هذا اليوم كان القدر بالمرصاد وفيما يبدو أن والدته كانت قد غطت في «النومة الأبدية».. حيث لم يلحظ ذلك أحد بالمستشفى حتى المرافقة لها لم تحس بأنها قد عبرت إلى الدار الآخرة.. ذهب كل الأمل والفرح الصباحي، ولم تعد رنة أغنية الصباح «صباح الخير يا الأمير» ممكنة الاستماع في ذلك الجو المشحون بالألم والفراق المر… بدأت سلسلة إجراءات المستشفى من دفع لتكلفة علاج وتكلفة الغرفة والفحوصات وغيرها من مستحقات واجبة الدفع.. هذه السلسة الإجرائية بدت كأنها لا تناسب هول الحزن الذي صاحب رحيل والدته.. كان كل همه في تلك اللحظات استلام جثمان والدته الحبيبة.. عليه انتظار المحاسب لتوريد تلك التكاليف.. تأخر المذكور.. (عبدو) يهرول ما بين الحسابات والغرفة التي تتمدد فيها والدته جثة باردة.. ليعاود ذات الهرولة وقلبه يتقطع.. وتمر الساعة والساعتان ليجد نفسه «يا جماعة يا هي دي القروش الداير يستملها يستلمها.. لمتين يا جماعة دايرين نستر جنازتنا.. سلمونا الجثمان ولمن يجي محاسبكم يستلم قروشكم دي».. وبدأ الجو أكثر توتراً.. ظهر المحاسب الذي جاء في وقت متأخر ولسان حاله «شنو أكان إتأخرت ساعة ساعتين.. ما جنازة راقدة..»
آخرالكلام
قد تبدأ صباحاً جميلاً .. لكنك لا تعرف إلى أين تقودك الأقدار.. والفاتحة يا عبدو على روح أمك..
سياج – آخر لحظة – 1280
fadwamusa8@hotmail.com