زهير السراج

لجان مكافحة الوحوش!!


[ALIGN=CENTER]لجان مكافحة الوحوش!! [/ALIGN] * نشرت امس مأساة الشابة التى فقدت عملها وأصيبت بحالة نفسية حادة سببت لها عقدة من العمل وحالة خوف شديدة من الخروج فاعتزلت الناس، ولم تنجح الزيارات العديدة للعيادات النفسية في إخراجها من الأزمة النفسية المستعصية التي تمر بها ولم يتم حتى الآن شفاؤها بالجلسات القرآنية بينما كانت في السابق مثل (النحلة) كما تصفها صديقاتها، وهى تحمل درجتي البكالريوس والماجستير وكانت تأمل في الحصول على الدكتوراة ولكن جاءت مأساة التحرش الجنسي من المدير العام (الورع المتدين صاحب السلطة والنفوذ في الدولة)، وما صاحبها من شائعات وقصص ملفقة لتفسد عليها كل شيء وتصيبها بأزمة نفسية استعصت على العلاج حتى الآن!!
* وهي واحدة من آلاف الضحايا لجرائم التحرش الجنسي في المجتمع السوداني التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الاخيرة وأصابت الكثيرات بأضرارها المدمرة، وقد لا يصدق البعض أنها تغير مسار حياة بعض الضحايا أو المحيطين بهن تغييرا جذريا، وقد حكى لى صديقى دكتور صالح خلف الله اختصاصي الطب النفسي ببريطانيا والذي عمل فترة طويلة بمستشفى التجاني الماحى بأم درمان أن (30 %) من نزيلات المستشفي والمترددات من ضحايا الاعتداءات الجنسية.. وكان ذلك في نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما كان المجتمع أفضل أخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا.. إلخ، فكيف يكون الحال الآن؟!!
* للاسف ليس هنالك أى احصائيات يعتد بها في الحديث عن هذا الموضوع وساعد على ذلك الصمت الكبير الذي يغلف هذه الجرائم التي تفضل معظم الضحايا السكوت عليها خوفا من الفضيحة، وقد يكن محقات في ذلك، فمجتمعنا يتعامل مع الضحية على انها مجرمة وليس العكس اعتمادا على مفاهيم خاطئة وقديمة، بل حتى قانون الجنايات السودانى لا يوجد فيه نص أو مجرد إشارة للتحرش الجنسى، ما عدا المادتين 151 و 156 (الافعال الفاحشة والإغواء) وهما فضفاضتان وعقوبتهما ضعيفة (الجلد أو السجن مدة لا تتجاوز سنة في الأولى وخمس سنوات في الثانية)، فلا يوجد شيء أو ذكر للتحرش الجنسي، ولا بد من اعادة النظر في هذا الموضوع بأعجل ما يتيسر!!
* الموضوع شائك ومعقد وليس له حلول سحرية، ولكننى اعتقد أن الاقتراح الذي إختتمت به الشابة حديثها بالأمس بتكوين لجان نسوية في أماكن العمل لاستقبال شكاوى التحرش الجنسي، عملي ومفيد جدا، فمجرد وجود هذه اللجان في مكان العمل يعتبر رادعا مناسبا لمحاولات التحرش الجنسي، بالإضافة الى حملات التوعية والارشاد الصريحة والمكثفة، مع تعديل القانون ليصبح أكثر تحديدا وصرامة!!
* قد تكون لدى البعض اقتراحات ومعالجات أفضل، والسبيل الوحيد للوصول الى هذه المعالجات والعمل بها هو أن نتخلى عن حالة الصمت المطبق التى نتعامل بها مع هذه الجريمة البشعة، وعدم التساهل مع الوحوش التي ترتكبها!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

7 مارس 2010


تعليق واحد

  1. الأخ زهير تحية وإحتراما وانت تناقش مواضيع في عمق عصب المجتمع . إن معظم المصائب تأتي من من يملكون السلطة ويخترقون بها أعراض الناس فيدقون يها إسفين الظلم في المجتمع بعد أن يكونوا قد نخروا عظامه ، أخبرني أخ عزيز لا أشك في صدقه يوما أنه كان يعمل في مؤسسة معروفة وكان موقعها الخرطوم 2 ولقد تعرف على سيدة مطلقة لها اثنان من الأبناء وذات خلق وطلبت منه ان يساعدها لكي تعمل في نفس المؤسسة لقربها من بيتها ولحاجتها لتربية أطفالها ، أخذ اوراقها وقدمها لمديره الذي طلب مقابلتها ، وفي الموعد المحدد لتلك السيدة أتت ودخلت على السيد المدير وقضت معه عدة دقائق وخرجت والغضب يملؤها حتى لاتكاد ترى الذي أمامها ولم تكن مصدقة ذلك، رجل لحيته ممتدة ويطلع يخطب في الناس ويدافع عن الشريعة والمشروع الحضاري . بعد إنتهاء العمل ذهب صديقي ليقابلها ليعرف منها الحصل فكانت المفاجأة له شيخه يساومها على عرضها إذا أرادت العمل . لم يكن صديقي يصدق فطلب منها ان تحادثه وتقول ليه انه قبلت العرض فكانت الصدمة أن سمع كلام من مديره لايقوله أتفه الناس فكان سبب تركه للعمل في المؤسسة ومغادرة البلاد للسعودية والآن يعمل بها ويصيبه الغثيان عندما يسمع ذلك الرجل يتكلم عن الدين والجهاد . وآخر الكلام نسأل الله أن لا يأمر مترفيها ليفسدوا ويحق علينا القول ويحدث لنا التدمير يارب الطف بنا……