الطاهر ساتي

التأجيل … همس غير مسموع …!!

التأجيل … همس غير مسموع …!![/COLOR][/SIZE] نعم ، الحديث عن تأجيل الإنتخابات لم يعد مجديا .. فالإنتخابات تجاوزت مرحلة التفكير في ذاك المقترح ، بحيث صارت واقعا معاشا في حياة الناخبين .. والذين يقترحون تأجيلها في الخرطوم ، بحاجة إلي أسفار تذهب بهم إلي ولايات السودان وأريافها ومدائنها البعيدة عن نخب الخرطوم وتنظيراتها ، ليشاهدوا بأعينهم وعقولهم هناك آثار الحملات الإنتخابية في حياة ( أهلي الغبش ) .. بحيث لايلتقي أويجتمع مواطن بأخر وإلا كانت الإنتخابات ثالثتهم ، سجالا وجدالا حول المرشحين .. هكذا حال الإنتخابات عند عامة الناس يا سادة يا كرام ، سرت في مجتمعاتهم كما النار في الهشيم وتعمقت في مجالسهم كما الهموم في أدمغتهم ، بل صارت المشاركة في مناشط الأحزاب روتينا طازجا في برنامجهم اليومي ، كما سقي الزرع أو حلب الضرع .. وليت الذين يمشون بمقترح التأجيل في مساحة
السوق العربي بوسط الخرطوم ، ليتهم يتجاوزون تلك المساحة قليلا إلي أي إتجاه يرغبون ، ليرتد إليهم مقترحهم ذاك خاسئا وهو حسير .. ومن آفة النخب في بلادي أنها لا تنظر إلي الشارع العام أو تقرأ صداه حين تقترح أوتقرر ، بل تختذل كل الشارع العام في مركز دراسات أوقاعة مؤتمر ، ولذلك ظل ولايزال – وسيظل – ذاك الشارع العام في واد وكل نخب بلادي في واد آخر، لاصيحته مسموعة ولا أمره مطاع .. !!
** ثم يا سادة يا كرام ، قالت نيفاشا في نص غيرغامض ولاحمال أوجه بأن الإنتخابات لاتؤجل إلا بموافقة الطرفين ، الحركة والمؤتمر .. فأعيدوا البصر إلي الطرفين كرتين ، لترتد إليكم أبصاركم بتأكيد فحواه بأنهما أحرص أهل الأرض على قيام الإنتخابات في موعدها إبريل المعلن ، و لولا الحياء لسحبا ذاك الموعد إلي يومنا هذا .. طبعا ليس حبا في الديمقراطية ولا هياما في سواد عيون الحرية ، ولكن كل طرف على موعد مع ليلاه في شهر الإقتراع المعلن ، وهيهات أن ينسيا الموعد .. الفريق سلفا كير، سمع همس البعض المقترح للتأجيل ، فرد على الهمس جهرا ، في الأسبوع الفائت ، بقول نصه : تأجيل موعد الإستفتاء ولو لمدة يوم واحد خط أحمر .. هكذا تكلم ، علما بأن مفردتي الخطر والأحمر لم تجتمعا في خطابات الفريق سلفا – طوال سنوات الحكم الثنائي – إلا في تلك المناسبة .. أي ، على كل لبيب أن يفهم بأن الفريق سلفا حين يضع خطا أحمر أمام تأجيل الإستفتاء ، فهذا يعني بأنه يضع الف خط وخط أمام تأجيل الإنتخابات ، فإن موعد هذه وموعد ذاك كما الرجل والحجل في دفتر نيفاشا .. !!
** وعليه ، آذان الحركة الشعبية – كما آذان أهل الريف والبوادي – غير صاغية لمن يقترح تأجيل الإنتخابات .. أما الطرف الآخر ، المؤتمر الوطني ، فحدث ولاحرج ، حيث إن شهر إبريل عنده بمثابة موعد لإستخراج شهادة ميلاد ذات شرعية غيرمنقوصة .. وهي شهادة يستحق أن يقاتل المؤتمر – في سبيل تثبيت موعد إستخراجها – بكل عدته وعتاده ، وهذا ماحدث .. نعم هذا ماحدث ، بحيث نجح المؤتمر – بتنسيق كامل مع الحركة – في تثبيت موعد الإقتراع ، وما يحدث حاليا في شوارع العامة وأزقتها من حراك دليل على ذلك ، ولوكان لمقترح التأجيل مفعول لما كان ذاك الحراك .. للأسف ، مقترح التأجيل تأخر كثيرا ، ولذلك يبدو صاحبه ، حزبا كان أو جماعة أو فردا ، للرأى العام – المحلي والعالمي – كمن يقترح تأجيل مباراة إنتهى كل شوطها الأول ونصف الثاني .. ولا أدري أين كان هذا الإقتراح – وأصحابه – عندما كان البرلمان يجيز قوانين التحول الديمقراطي ، قانونا تلو قانون ، قبل ثلاثة أشهر ونيف ..؟؟.. هل تفاجأوا بأبريل القادم في فبراير الفائت ..؟؟ .. ربما، فنحن دولة تشهد لها الدنيا والعالمين بأن نخبها الحاكمة والمعارضة – دائما وابدا – متحالفة مع عنصر المفاجأة ..!!

اليكم ..الصحافة-العدد 5976
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الناس ديل قبيل كانو وين , ما من زمان قالو تعالو سجلو ومافى زول جا وكانو مقاطعينها اسى بقت حلوة ؟