فدوى موسى

هوب أند جينج

[ALIGN=CENTER]هوب أند جينج [/ALIGN] الحملة الانتخابية وجهاً لما تحمله البرامج حقاً أو تمنياً.. وكل حزب حرك ما يراه مناسباً من آليات الدعاية والاستقطاب.. وعماد ذلك الصورة والكلمة.. فكل رمز منها يدغدغ عند الناخب مطلباً معيناً ويحرك مشاعراً بعينها والحملة الانتخابية هي المرحلة التي تسبق عمليات الاقتراع والتصويت حيث يتم خلالها الترويج للمرشح لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأصوات.. وهذه الحملات تتطلب الخبرة والمعرفة ومداها وطيفها واسع جداً بدءاً من الإعلانات في الصحف والظهور في محطات التلفزة والمخاطبة عبر الإذاعات.. وتصميم وطباعة منشورات الحملة وعمل المواقع الإلكترونية والعنكبوتية واللقاءات المباشرة.. ولكني والامانة لله أري وجهين للاختيار الموفق مشرقين للرمز والكلمة قد علقتا بذهن الكثير من المواطنين أولهما للمؤتمر الوطني وثانيهما للحركة الشعبية.. ففي الأولى صورة المواطن (عمر حسن أحمد البشير) مربوطة بكلمتي (صوتك أمانة..) وثانيهما صورة للمواطن (ياسر عرمان) مربوطة بكلمتي (هوب أند جينج) والتي هي (الأمل والتغيير).. وأرى أن منظمي الحملتين وفِّقا توفيقاً بعيداً في اختيار هاتين العبارتين.. حيث إن مفهوم (صوتك أمانة..) ينبع من ثقافة إسلامية قاعدتها أن الله سبحانه وتعالى أرجعها لكل التكاليف (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)..و«الأحزاب» بذلك تجد كلمة الأمانة مرجعيتها الدينية التي تدغدغ المشاعر والاعتقاد عند الناخبين خاصة وأن الأمانة مطلبا في الديانات جميعها… ففي المسيحية ما يدعو للأمانة والصدق ويحث عليهما.. بالمقابل فإن اختيار شعار «الأمل والتغيير» يدغدغ رغبة الانتقال من حالة إلى أخرى وهذا يمثل للبعض حلماً في إدراك بعض الأماني المشروعة وكمثال لذلك التغيير الاجتماعي الذي يسعى إليه البعض بحكم آمالهم في تغيير أنماطاً حياتية بعينها في جوانب اجتماعية وتنموية ويمثل لهم هذا المفهوم الثورة والنقلة النوعية.. ومن هنا يظهر التقارب الذي أحدثه انتخاب (أمريكا) لباراك أوباما استناداً على مبدأ التغيير.. ففي اختيار هذا الشعار دعوة ضمنية لتمثل الحالة الأمريكية كمنوذج .. جالت بخاطري هذه الإحساسات وأنا أمر بشارع «عبيد ختم» الذي تملأه صورة كل من المواطنين «عمر حسن أحمد البشير» والمواطن «ياسر عرمان».. إذن هناك متنفس ديمقراطية في عرض البرامج والشعارات ولم يكن هناك ما يجعل المواطن الناخب للبس الكمامة وليدخل بها في جراحة دقيقة لدعم التسرع في المعارضة .. والحقوق تؤخذ بالمطالبة والمداومة عليها .. وكم كانت سعادتي بالغة أن أرى هذا الفن الدعائي مؤسس ويقف خلفه من يعمل بحنكة ودهاء.. عكس ما أشاع البعض ولو على مستوى الشعارين المذكورين.

آخرالكلام:-

«الحرب أولها كلام…» أحسنوا أختيار كلامكم .. وشعاراتكم .. بالمناسبة أين شعارات الآخرين التي تعلق بالذهن.

سياج – آخر لحظة – 1287
fadwamusa8@hotmail.com