كامل .. للحقيقة والتاريخ !!

* لا أريد أن أدافع عن الدكتور كامل إدريس الذي يدافع عنه تاريخه الناصع وانجازاته، ويكفي أن خمس لجان مراجعة شكلتها الأمم المتحدة والسلطات السويسرية، من بينها لجنة مراجعة خاصة تتبع لشركة ( ووتر هاوس) العالمية المعروفة فى مجال المراجعة، لم تجد (مليما) واحدا انتفع به الدكتور أو أساء التصرف فيه !!
* أما تهمة التزوير فى شهادة الميلاد فهى فرية لم يثبتها أحد، ولم يكن ما حدث تزويرا بل خطأ حدث بحسن نية عندما طبع كاتب السفارة السودانية بجنيف التى كان كامل يعمل بها كسكرتير ثان فى عام 1982 سنة الميلاد 1945 بدلا عن 1954 في الاوراق التي قدمها كامل للعمل بالمنظمة في ذلك الوقت، ولم يفطن أحد الى الخطأ حتى كامل نفسه الى ان اكتشفه بالصدفة وهو يراجع ملف خدمته عندما انتخب مديرا للمرة الثانية فلم يتردد فى كتابة خطاب الى شؤون العاملين يطلب فيه تصحيح الخطأ وقد حدث!!
* غير انه فوجئ بمن يتهمه في الصحف بتزوير تاريخ ميلاده عندما طالب بتصحيحه، ولو صمت عنه لما انتبه اليه أحد غيره، ولكنه مثل أي انسان سوي أراد تصحيح هذا الخطأ العفوي، فاستغله خصومه واتهموه بالتزوير ولكنهم لم يفلحوا فى إثبات التهمة، إلا أن كامل قرر الاستقالة من المنظمة قبل عام من نهاية مدته لأنه سئم من الأجواء العدائية التي كانت تخيم عليها بسبب تكالب الامريكان وحلفائهم عليه كونه مواطنا سودانيا أفلح فى تحرير المنظمة من قبضة الدول الكبرى وفتحها أمام الدول الصغرى ونبهها الى كثير من حقوق الملكية التي كانت مغيبة عنها، وقد خرج كامل مرفوع الرأس وحصل على كافة حقوقه الأدبية والمادية على كل سنوات خدمته بالمنظمة بما فيها السنة التى تبقت له ولم يعملها، وإن كان كما قالوا عنه لما حدث ذلك.
* أعرف أن كامل لا يحب الحديث عن تلك الاتهامات والدفاع عن نفسه، ولا يحب أن يدافع عنه غيره بسبب قناعات خاصة به أحترمها وإن كنت اختلف معها، ولكنني لم أستطع السكوت على سيل الاتهامات الجائرة والظلم الذى يتعرض له هذا الرجل النظيف الشفيف من بعض مواطني بلده بدون ان يبذلوا أي جهد لمعرفة الحقيقة بينما هو عازف عن الرد والدفاع عن نفسه !!
* هنالك الكثير الذى اعرفه عن كامل لم يقله لى هو ــ وأقسم بالله على ذلك ــ كنت أتمنى أن أذكره للحقيقة والتاريخ، ولكنني أحترم رغبته في عدم الحديث على أمل ان تتاح لي الفرصة لاحقا، فمثل كامل انسان جدير بأن يعرف الناس كل شيء عن تاريخه ناصع البياض.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

17 مارس 2010