جعفر عباس

التيس الذي جرني إلى كرسي الاعتراف


[ALIGN=CENTER]التيس الذي جرني إلى كرسي الاعتراف [/ALIGN] ناقة بمليون دولار؟ قلنا اللهم ألهمنا الصبر الجميل.. تيس بثلاثين ألف دولار؟ ما فيها شيء ففي عالمنا التعيس هذا، قيمة التيس أعلى من دية ابن آدم.. حمامة بعشرين الف دولار؟ يمكن تستأهل وأرخص من دي إتش إل وفيديكس في توصيل الرسائل (سأعترف بأمر قد يجعل بعض القراء – خصوصا من الجنس اللطيف – ينفرون مني باعتباري شخصا متوحشا وبربريا – لا بأس في ذلك فأهل السودان الأوسط يسموننا نحن النوبيين “برابرة” – أنا يا جماعة أحب لحم الحمام.. عندما حصلت على عمل في قطر لأول مرة اضطررت الى الذهاب الى القاهرة للحصول على تأشيرة عمل من السفارة القطرية هناك، وكانت معي كمشة من الدولارات.. نحو 400 دولار جعلتني أحس بأنني عدنان خاشوقجي – أشهر ملياردير عربي في ذلك الزمان ثم جار عليه الزمان وصار حال أبي الجعافر المالي أفضل من حاله – المهم.. نزلت في فندق في أول المساء وطلبت حماما مشويا.. أتاني الجرسون بواحدة فطلبت منه ثلاث أخريات دفعة واحدة، فنظر الجرسون إلي في دهشة ثم قال بكل أدب: في إيه بالضبط يا أستاذ؟ بتهزر؟ قلت له: ما بهزرش.. هات 3 حمام مشوي وخد “الحساب” والبقشيش مقدما، شكرني وأتى بالحمامات الثلاث، ولاحظت ان جميع العاملين في مطعم الفندق ينظرون إلي وكأنني كائن فضائي، وألسنة أحوالهم تقول: أكيد ده شخص غير طبيعي.. أربع حمامات؟ المفتري.. دا باين إنه ما أكلش حاجة من أسبوع!! وهناك فضيحة السوداني الذي كان يعيش في شقة في لندن وتجمعه علاقات طيبة مع جيرانه.. كان مثلي يحب لحم الحمام، ولو ضبطوه في لندن يأكل حماما لنتفوا ريشه وأبعدوه عن البلاد.. وضع صاحبنا خطة جهنمية للفوز بلحم الحمام دون إثارة الشبهات حول نفسه.. بدأ ينثر الحبوب في بلكونة الشقة ونجح في استدراج أعداد هائلة من الحمام، وجعله ذلك محل إعجاب وتقدير الجيران: لابد أن ما يقال عن أن الأفارقة متوحشون أكذوبة.. انظروا الى جارنا هذا الذي يطعم الحمام يوميا عدة مرات، ثم وضع له صناديق من الخشب والكرتون ليقيها من الحر والبرد.. أي برد وأي بطيخ؟ لم يكونوا يعرفون نواياه الشريرة، ففي وجود تلك الصناديق أحسن الحمام الظن به، واتخذ منها مسكنا وصار يبيض فيها.. وينتظر صاحبنا حتى تبلغ الحمامات الصغيرة عمرا معينا فيفترسها.. وبسبب الوفرة كان المفتري يأكل نحو سبع حمامات في الوجبة الواحدة، ولكنه كان مضطرا الى قضاء ساعات طوال للتخلص من آثار جريمته النكراء.. يمسك بمقص يقطع به ريش الحمام وأحشائه ليسهل تصريفها عبر الصرف الصحي لدورة المياه)، الفقرة أعلاه أطول جملة اعتراضية في تاريخ المقال الصحفي.. ما أهاج شجوني أن رجلا من منطقة العين في دولة الأمارات رفض بيع تيس اسمه “برقان” بـ 600 ألف درهم لأنه يريد فيه مليون درهم على الأقل؟ لماذا؟ لأنه قادر على تلقيح 200 معزة سنويا وسلالته ذات حسب ونسب ومن ثم فإن من سيشتريه سيصبح مليونيرا!
شوف يا صاحبي.. كنت سأكون سعيدا أكثر لو صرت مليونيرا، ولكن – علي بالطلاق – لو منحتني هذا التيس بلا مقابل لأبيعه بخمسة ملايين لشكرتك رافضا المنحة! ماذا سيقول الناس عني عندما يروني امتطي سيارة رولز رويس وفي يدي ساعة رولكس مطعمة بالفحم الحجري الذي يسميه الناس “ألماس”؟ شوفوا الزول بتاع التيس؟ بل ربما يرتبط اسمي بالتيس وبدلا من أن اكون أبوالجعافر أصبح “أبوالتياسر”.. عيب يا جماعة.. قبلنا على مضض بالتفاخر بالنسب والحسب والعائلة والقبيلة.. بس التفاخر بالتيوس والإبل والطيور؟ ثم نشكو من ان بعض الشعوب تستخف بنا؟ ارفعوا قيمة ابن آدم أولا وبعدها بيعوا بهائمكم عبر غوتشي او وول مارت أو ماركس آند سبنسر!

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد

  1. ابو الجعافر انت بررره الشبكه ياخي انت لو كنت بتسطل كان حتكتب شنو طيب( ) ( ) 😀 ( ) انا طبعا شغال نبطشي وحاليا الساعه 4 صباحا وبضحك براي زي المجنوون والممرضين والناس كلها جات ههههههههه مباااااااالغه احيييييييييييييييييك:cool: 😉 😉 ( ) 😀 😀 😀