زهير السراج
أضربوا تصحوا
* وهي تهمة باطلة بالطبع، وأول من يعرف ذلك هي الحكومة نفسها التي ظلت تماطل في تصحيح أوضاع الأطباء السيئة منذ حوالي عامين ولا تأبه للرجاءات الكثيرة التى وجهها الأطباء، وعندما يئسوا كان لا بد أن يلجأوا الى وسيلة مشروعة شرعها الدستور السوداني وأقرتها كل العهود والمواثيق الدولية، وهي الإضراب والتوقف عن العمل لتحقيق مطالبهم المشروعة، ثم اضطرت المناضلة الجسورة الدكتورة ناهد محمد الحسن الى اضافة الاضراب عن الطعام عندما أصمت الحكومة أذنيها عن مطالبهم وواجهتهم بالقمع ورمتهم بالتهم الباطلة وهددتهم بالفصل وفصلت بعضهم، وكانت ستفعل الأسوأ لولا الانتخابات القادمة التى ترغمها على ان تلبس مسوح الرهبان وتدعي الحكمة لتخدع الناخبين فيصوتوا لها وتستمر المهزلة، كما يفعل الثعلب عندما يلبس ثياب الواعظين ليخدع ضحيته المسكينة ويأكلها!!
* إقتضت هذه الحكمة المزيفة أن تختصر الحكومة رد فعلها فى حرمان المضربين من حق التعبير عن رأيهم وحق التجمع السلمي وحق العمل التطوعي ومحاصرة أماكن وجودهم بقوات الشرطة وتعرض بعضهم للضرب والإساءة من بعض الكوادر الارهابية، ثم تهديدهم بالفصل وفصل بعضهم وملاحقتهم بالتهم الباطلة.. فقط لا غير!!
* ولولا الإنتخابات التى غلت يدها وألبستها ثياب الواعظين لفعلت بهم ما فعلته فى بداية عهدها وزجتهم فى المعتقلات والسجون، وحكمت على نقيبهم الدكتور مأمون محمد حسين بالإعدام شنقا حتى الموت ولولا الوساطات والضغوط الداخلية والخارجية التى نجحت فى إستصدار عفو له واطلاق سراحه فيما بعد، لذهبت روحه الطاهرة غيلة وغدرا كما ذهبت أرواح الكثيرين كمجدى محجوب وجرجس بطرس وأركانجلوا أقادو (شهداء العملة) والدكتور علي فضل والعميد الكدرو وشهداء رمضان ثم شهداء دارفور وشهداء مجزرة بورتسودان وشهداء كجبار وغيرهم فيما بعد، عليهم رحمة الله!!
* كان ذلك أقل ما سيواجهه الأطباء المضربون وكانوا مستعدين له، ولكن سوء حظ الحكومة جعل إضرابهم يتزامن مع الانتخابات فلم يكن أمامها إلا ان تتمسح بمسوح الرهبان وترتدى زي الواعظ وتكتفي بالوعيد والتهديد والفصل الى ان يحين الوقت المناسب لاعادة تشغيل الآليات والأساليب المعروفة للقمع التي أوقفت بأمر مؤقت حتى تنجلي معركة الإنتخابات!!
* ولكن من يخاف ومن الذى كان يخاف؟!.. وإذا كانت الانتخابات هي التي غلت يد الحكومة من ممارسة البطش والقمع اليوم، فستجد يدها غدا مغلولة إلى عنقها بأمر الشعب البطل الذي لا يخاف ولا يخشى إلا الله.. وإلى الأمام يا أطباء السودان ويا شعب السودان..!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
20 مارس 2010
لا فض فوك , الله قاهر فوق عباده و حتماً سينتصر للمظلومين
ينصر دينك…. جزاك الله خير 😀 😀 😀 😀 😀