نور الدين مدني

نيران الفتنة في أبيي

[ALIGN=JUSTIFY]* رغم التوترات المتلاحقة التي تحيط بنا وتحبطنا بويلاتها وتداعياتها خاصة على المواطنين الأبرياء البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري حولهم وباسمهم، فإننا لن نيأس من التبشير والتحريض على السلام والتعايش السلمي بين مكونات الأمة.
* نقول هذا ونحن أكثر حزناً وقلقاً على ما يجري لأهلنا في أبيي، وعندما نقول أهلنا فإننا نقصد الدينكا والمسيرية وكل القبائل التي كانت متعايشة اجتماعياً وأسرياً رغم النزاعات الطبيعية التي لها أسبابها الموضوعية، والتي كانت تحل بالأجاويد ومؤتمرات الصلح القبلية المحلية بأقل قدر من الخسائر والديات.
* أصبحنا لا نملك إلا الترحيب بتدخل الأمم المتحدة التي أعلنت أنها سترسل بعثة إنسانية إلى مدينة أبيي لتقييم حاجيات النازحين جراء المعارك التي شهدتها المنطقة مؤخراً رغم الجهود المقدرة التي تبذلها اللجنة المشتركة بين شريكي الحكم لمحاصرة النزاعات.
* إن الحل الجذري في رأينا إنما يتم بالداخل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من ترتيبات أمنية لمنع النزاعات المسلحة واستعجال الاتفاق السياسي حول أبيي عبر إشراك أبناء المنطقة والفعاليات السياسية والمجتمعية لإنجاز اتفاق يعزز التعايش السلمي ويحمي السلام ويدفع استحقاقات الوحدة الجاذبة والتنمية المتوازنة.
* إن تصعيد الأوضاع في أبيي إنما يتم من عناصر موجودة وسط الشريكين الرئيسيين في الحكومة، وللأسف كما في كل حالات الصراع والكيد السياسي، فإنهم يحرضون المواطنين البسطاء ويشعلون الفتنة بينهم ويتركونهم وقوداً لهذه الفتنة، فيما يستمتعون وحدهم بثمار السلطة والثروة.
* إن الذين يمشون وسط المواطنين بالفتنة لا يدرون أن نيران الفتنة ستطالهم، وأن هذه النزاعات تهدد السلام -الذي تحقق- في مقتل.
* لذلك لا بد من دفع جهود اللجنة المشتركة وتعزيزها لمحاصرة النزاعات القائمة والكامنة بمزيد من المشاركة الإيجابية من القواعد والقيادات لإخماد نيران الفتنة بعيداً عن المزايدات والكيد السياسي.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:904 – 2008-05-20
noradin@msn.com