[ALIGN=CENTER]هبوط اضطراري [/ALIGN]
أن تجد نفسك مضطراً للنزول إلى مطارات لم تكن تضعها في جدولة الرحلة الأساسية من نقاط الصعود للأجواء إلى نقاط الاستقرار على الأرض.. أحيانا تجد نفسك في تلك النقاط أسير غيرك.. ربما يتركونك قابعاً في المطار بلا حراك أو يقتادونك إلى صالة جانبية لتظل حبيس مكان ضيق، ولكنك مع ذلك تمتلئ شعوراً بأن البقاء بهذه الصالات لا يحتمل إلا زمناً محدداً ومقدراً بمقاييس إيقاع الوفود والخروج من بوابات الصالات التي تعني أنها مقصد للتأمين والتفتيش.. عندها تعرف أنك على موعدٍ مع مغادرة لصالة أتاك من تنتظر أم لم يأتِ.. والمهم أن عملية الهبوط للأرضية قد تمت وفقاً لإجراءات السلامة المتعارف عليها ولكن ما يبقى بدواخلك ليس رهيناً بضوابط هيئات الطيران ولا المراقبة الجوية.. ويظل القلق مسيطراً عليك كراكب.. هل تمتلك الطائرة القدرة على إكمال الرحلة؟. سيظل يراودك الإحساس بعدم الأمان فهذا الهبوط لم يحدث مصادفة.. فمن وراء عدم إكمال الرحلة؟ هل هي أسباب فنية.. لوجستية أم عامل خارجي؟.. ويسيطر عليك الخوف من البدائل المقترحة لوجهة الرحلة فقد تستبدل الطائرة التي حدثت بينك وبينها إلفة.. فهل الطائرة توصل بذات الطريقة المأمولة.. وتجد أنك في قرارة نفسك واثق من حتمية نهاية الرحلة على ما تهوى أو على النقيض… ومدى الرحلة قد لا يكون على مسار واحد فكثيراً ما يكون الهبوط الاضطراري بداية لرحلة أخرى تقرب أو تبعد محطات الوصول.. وإن غمك أمر الرحلة لابد أنك توكل الأمور إلى بارئها.. ولعل وعسى تجئ المحطة الاضطرارية نهاية رائعة لما كنت تترجاه عند المطار الأخير.. رغم أنك تعرف أن الله عز وجل أودع في النفس البشرية النزوع لرفض الاضطرار أو الهبوط.. فالأولى تعني الموقف الصعب الذي يستدعي تدخل الآخرين لمد يد العون، والثانية تعني أن الشئ في طريقه للانخفاض بعد العلو، ويظل الأمر معلقاً بين جوانح الراكب لماذا الاضطرار كمبدأ، إن لم يكن في الرحلة خللٌ بيِّن!!.. وأجمل الرحلات تلك التي تنساب بهدوء ويتحكم قائدها في مسارها بكل سلاسة وشجاعة ليركب صعابها ولا يخشى سوى رب الكون الذي تسبح في محيطه هذه الطائرة.. هذا إن كنت تؤمن بأن من يقود الطائرة يمتلك المواصفات المطلوبة لضبط الوصول مع الأقدار المحتملة.
آخر الكلام:
أغلب حوادث الطيران والاضطرار يلعب العامل البشري فيها دوراً مقدراً.. وربما يرجع السبب لضعف تعامل القائد وتردده مع العوامل المحيطة بالرحلة… أو عليه القيادة مع التوكل والإيمان بالأقدار خيرها وشرها.
سياج – آخر لحظة -1303
fadwamusa8@hotmail.com