زهير السراج
مجاهدو الغفلة وغواني الحفلة

* لقد كان يوم الاثنين 15/3/2010 – ممثلا في احداث ميز اطباء الخرطوم وصمة عار ليس في جبين منتسبى المؤتمر الوطنى من الاطباء الذين اتوا بتلكم الافعال فقط، وانما في جبين المؤتمر الوطنى نفسه.
* كنا سنلوم اؤلئك وحدهم على تلكم الافعال لو انهم اتوا بها من تلقاء نفسهم، ولكن لا بد أن ينداح اللوم ويشمل حزبهم الذى جمعهم في داره يوم السبت 13/3/2010 ليخاطبهم علية القوم آمرين لهم بضرورة اجهاض اجتماع الاطباء والطبيبات الشرفاء بأي طريقة واي ثمن ورسموا لهم السيناريو وأمروهم بالتنفيذ بدون ان يعطوهم حتى فرصة التفكير أو السؤال.
* بدأ تنفيذ المخطط في خيمة نصبت داخل مستشفى الخرطوم بغرض تخريج اطفال روضة المستشفى، وبعد انتهاء حفل التخريج خطب احد الاطباء المتنفذين داخل الوزارة الاتحادية في الجمع الكريم والذي كان جله من العاملين البسطاء وافراد النظام العام المغلوبين على أمرهم، وأمرهم بضرورة اثبات ولائهم للاسلام بارتدائهم المعاطف البيضاء وشد الرحال لميز الخرطوم وتخريب اجتماع شراذم الشيوعيين، وقد سبقهم بالذهاب الى هناك بعض كوادر المؤتمر الوطنى بغية افتعال مشاكل من منصة الحديث في الميز، ولقد كان (المجاهد) كريما وهو ينفق على الجمع انفاق من لا يخشى الفقر لتجهيز جيش العسرة، كما كان كريما في اطلاق التهديدات بفصل المتخاذلين!!
* توجه الجمع الكريم بقيادة ذلك الطبيب المجاهد ومعه بعض اطباء المؤتمر الوطنى واثنان من اللجنة التنفيذية لاتحاد الاطباء الى ميدان الجهاد، وهم يتسترون خلف رجال رقيقى الحال و نساء ضعيفات، فلله در المشروع الحضارى وهو يقوم على اكتاف هكذا رجال.
*علمت لجنة اضراب اطباء السودان بهذا المخطط الذى كان يرمي الى افتعال مشكلة مع الاطباء المجتمعين وخلق فوضى تبرر تدخل الشرطة واطلاق البمبان وضرب الأطباء والطبيبات وتفكيك صيوان الاجتماع واغلاق الميز وكفي الله وزارة الصحة والحكومة شر القتال .. فقام احد اعضائها (د.ولاء الدين) بالتحدث باقتضاب واعلن مواصلة الاضراب وطلب من الحضور الانصراف قبل ان ينال مراهقو المؤتمر ما يبتغون .
* ثم جاء جيش المؤتمر الوطني الذي انطلق من (خيمة روضة) ليثبت فعلا احقيته بمكان الانطلاق، و قام بترديد هتافات محفوظة سلفا مثل : الجهاد على الأوغاد، و(شيوعيون .. شيوعيات .. جيش محمد حتما آت). وقام احد افراد الجيش بسب احدى الطبيبات باقذع الشتائم، الامر الذي جعل الجميع يتساءلون : من هو محمد صاحب هذا الجيش؟! بالطبع ليس سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم الذى قال (ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم).
* لقد فوتت اللجنة الحصيفة الفرصة على المؤتمر الوطنى للاعتداء على الاطباء والطبيبات ورغم ذلك قامت الشرطة (المغلوبة على أمرها) بنزع الصيوان الذى كان يجب ان تتركه قليلا ليتلقى الناس العزاء في آخر ما تبقى للمؤتمر الوطني من حياء، ولا تزال حتى اليوم ترابط جوار الميز في منظر مستفز للجميع، ومنعت حتى إحدى المرشحات للرئاسة بالدخول وهو دليل واضح على انه لا توجد ديمقراطية الا بالطريقة التى يريدها المؤتمر الوطني !!
* ما يحزن ليس هو تصرف المؤتمر الوطني، فهذا ما جبل عليه منذ أن كان (جبهة) ، بل منذ تأسيسه وظهور حركات الاسلام السياسي، ولكن ما يحزن هو التناول المخل والغريب للأحداث بواسطة بعض الصحف التي نشرت وقائع غريبة و عجيبة و ادعت – اكمالا لسيناريو التآمر – ان شجارا نشب بين الاطباء المجتمعين في الميز مما استدعى نقل عدد منهم الى المستشفيات، وهو كذب صراح وغش بواح وهذه خصال تجعلنى أتذكر قول الشاعر :
صفات لو قسمن على الغواني
لما أمهرن إلا بالطلاق
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
25مارس 2010
ان الله يمهل ولا يهمل هذا جشع الاطباء على الناس المساكين استنزاف الناس فى العيادات والمستشفيات وجدوا ظالم اكثر منهم ظلما