أفراح السعودية: زفة على نغمة “سنوات الضياع”
تشهد صالات الأفراح في السعودية ظواهر جديدة، تبدأ من “زف العروس” على موسيقى مسلسل “سنوات الضياع التركي”، إلى مشاركة ممرضات في الأفراح بصفة “طقاقات”، لمواجهة غلاء المعيشة.
فبعد الانتشار الكبير الذي حققته المسلسلات التركية في العالم العربي عامة، والسعودية بشكل خاص، وصلت شهرة المسلسل التركي “سنوات الضياع” إلى قاعات الأفراح في السعودية، مع ظاهرة زف العروس ليلة زواجها على موسيقى المسلسل.
ولا تقتصر الموسيقى المختارة على مقدمة المسلسل، بل يمكن أن تتضمن مقتطفات مختارة من مختلف المقاطع التي يتضمنها، والتي تختارها العروس بنفسها.
وتبرر الطالبة السعودية لولوة الفضل سبب اختيارها لموسيقى المسلسل في ليلة زفافها برغبتها في التغيير، والابتعاد عن الزفات الكلاسيكية المعتاد وضعها في الأفراح، بحسب ما قالت لصحيفة “الرياض” السعودية، في عددها الجمعة 15-8-2008.
وتعترف لولوة بأن عريسها لم يكن متحمسا للفكرة، لاعتباره أن أغنية بعنوان “سنوات الضياع” لن تكون مؤشرا جيدا لحياتهما المستقبلية، ولا تليق بليلة عمرهما، وتستدرك “لكنني أقنعته بدخولي وقت الزفة على موسيقى المقدّمة، من باب التغيير، فوافق”.
ممرضة “طقاقة”
وفي الأعراس نفسها، لا يستبعد مصادفة “طقاقة” أنهت للتو عملها الصباحي كـ”ممرضة”، بعدما التحقت العديد من الممرضات بمهنة الضرب على الدف في الأفراح (طقاقات)، خاصة خلال فترة الصيف.
وتختلف أسباب اتجاه الممرضات نحو هذا العمل “الإضافي”، فمنهن من امتهن “الطق” لأسباب “وراثية”، بعدما تكون العائلة كلها منخرطة في هذه المهنة، فيواصلن ممارستها حتى بعد دخولهن مجال التمريض. وتقول سلطان لصحيفة “الرياض”، إن جمعها بين عملي التمريض و”الطق” ليس فيه أي عيب، “وإن هذا العمل أخذته بالوراثة، ولزيادة دخلي المادي وفرصة لتسديد الديون وتأمين بعض المتطلبات التي تحتاجها عائلتي”. وتشير إلى أنها تشارك خلال الأسبوع الواحد فيما بين اثنين إلى 4 أفراح.
أما الممرضة التي أسمت نفسها “أم نايف”، وتقود إحدى الفرق، فتعتبر العمل في مهنة الطقاقة “عملا شيقا ومتعبا في نفس الوقت، وهو يعتمد على تناغم المجموعات مع بعضها البعض”. وتشرح “لا نعمل إلا في فترة الصيف، لأنها بالنسبة لنا موسم ذهبي”. وتضيف “دخل كل طقاقة خلال الموسم يتراوح من 25 إلى 50 ألف ريال حسب جهد كل عضوة بالمجموعة، التي يتراوح عدد أفرادها من 8 إلى 10 طقاقات أو ممرضات”.
من جهتها، تقول الممرضة أم خالد إنها تستعين بهذه المهنة لإيفاء مستلزمات الحياة اليومية لأولادها الخمسة، خاصة بعد وفاة زوجها. وتضيف “أعمل ممرضة منذ أكثر من 10 سنوات، ومرتبي يتجاوز الآن 8 آلاف ريال. لكني أستغل كثرة الزواجات في الصيف فقط للعمل كطقاقة ضمن مجموعة من الزميلات”.
لكن هذا النشاط الإضافي لا يعجب فهد، وهو مدير لمجموعة من الممرضات في أحد المرافق الصحية، والذي يبدي انزعاجه من المخالفات الإدارية التي يواجهها بسبب انشغال الممرضات بعملهن المسائي. ويشرح “أعاني من حضورهن متأخرات عن العمل لمدة قد تتجاوز الساعتين، في حين بعضهن يأتين من قاعة الزفاف مباشرة، وتستأذن للخروج عند الظهيرة. كما يمكن أن تتغيب أخريات عن العمل بالكامل”.
العربية