جعفر عباس

تحرش بالنساء


[ALIGN=CENTER]تحرش بالنساء..[/ALIGN] شهدت الأيام القليلة الماضية مناسبتان، تعمدت تجاهلهما لأنهما لا تخصاني: 1) اليوم العالمي للمرأة!!! نعم؟ المرأة لها يوم معين في السنة؟ لماذا؟ هل من حقنا تهميشها لـ364 يوما ثم تكريمها في ذلك اليوم الأغر؟ على كل حال فإن أي امرأة يهمني أمرها ليست بحاجة الى يوم يخصص لها لأنها تكوش على معظم أيام السنة، 2) عيد الأم.. أنا يتيم أب وأم وبالتالي فإن ذلك العيد “ما يلزمنيش”.. وحتى لو كانت أمي حية فإنها كانت ستضفي علي لقب مطرطش لو قلت لها في ذات مارس: كل سنة وأنت طيبة يا ماما بمناسبة عيد الأم.. والمطرطش في العامية السودانية هو الذي يفتقر الى التوازن العقلي.
وقد تلقيت أكثر من رسالة نسائية تعاتبني لأنني لم أتناول تلكما المناسبتين في مقالاتي.. معليش ما فات شيء.. وإليكم بعض الأقوال عن المرأة بمناسبة أي “يوم” يتعلق بالمرأة: الزوج والزوجة وجهان لعملة واحدة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما البعض ومع هذا يبقيان سويا.. وقال الفيلسوف اليوناني سقراط إن على الرجل ان يتزوج، فإذا حصل على زوجة طيبة عاش سعيدا وإذا تزوج بواحدة سيئة صار فيلسوفا (مسكين سقراط فقد كان يحكي عن حاله.. وبالمناسبة فقد كان سقراط هذا معاديا للديمقراطية في أثينا فحكموا عليه بالإعدام ولكنه شرب السم ومات منتحرا).
المرأة تلهمك الأفكار العظيمة وتمنعك من تطبيقها وتحقيقها.. وفي الجلسات الخاصة يقول كل رجل: أعطيت زوجتي كذا كلمة فأعطتني كذا “فقرة”.. وسألوا أمريكيا عن سر صمود زواجه بامرأة ذات لسان طويل فقال: نخصص يومين لتناول العشاء في مطاعم فخمة في أجواء رومانسية.. هي تذهب أيام الثلاثاء وأنا أذهب أيام الجمعة!! وفي لقاء تلفزيوني قال الكوميديان الأمريكي سام كنسون: أنا لا أخاف من الإرهابيين لأنني متزوج منذ سنتين.. بينما قال صديقه باتريك موراي إنه كان سيئ الحظ في الزيجتين اللتين دخل فيهما.. ففي الأولى هجرته الزوجة بينما لا تزال الثانية على رقبته!! وهناك نصيحة يعمل بها الرجال المتزوجون العقلاء كي يتمتعوا براحة البال في بيت الزوجية: عندما تكون على خطأ اعترف بخطئك، وإذا كنت على حق انكتم واسكت.. وتذكر أيها الرجل أن الزواج هو الحرب الوحيدة التي تنام فيها مع العدو على نفس الفراش.. ويقال إن رجلا قال لصديقه: زوجتي ملاك!! فصاح الصديق: يا بختك.. كم أنت محظوظ فزوجتي لاتزال حية.
وأقول للنساء: من يعرف عزّه فهو مستريح.. كل الكلام أعلاه مجرد مشاكسات ظلت قائمة منذ فجر التاريخ.. أو قل افتراءات مثل ما يتردد من نكات عن كسل السودانيين وغباء الصعايدة وعدم معرفة الخليجيين لقيمة المال.. نعم فكثير من العرب يعتقدون ان الخليجيين مبذرون ومِتلافون يبددون أموالهم فيما لا طائل من ورائه أو ما لا قيمة له.. هذا الافتراء قائم على فرضية ان كل الخليجيين أثرياء و”ما تفرِق معهم” دفع بقشيش قدره 100 دولار نظير كوب قهوة بدولارين.. إذا كان هذا الصنف من الخليجيين “موجودا” فإنني لم أصادفه طوال الثلاثين سنة التي عشتها في الخليج، وربما لأن الطيور على أشكالها تقع فإن أصدقائي الخليجيين كلهم مقطعين ومبهدلين (قبل أشهر كنت في فندق في البحرين فزارني صديق بحريني وبعد جلسة طويلة ودعني ثم استدرك: هات دينارين.. سيارتي مو معي وما عندي حق التاكسي.. تذكرت ما كنت أسمعه قبل قدومي الى المنطقة من ان الخليجي قد يهديك سيارة رولز رويس او ساعة روليكس في المناسبات الشخصية وبكيت حظي الذي رماني على صديق خليجي يجردني من جزء من ثروتي!!).

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد