فدوى موسى

نوارة أم درمان

[ALIGN=CENTER]نوارة أم درمان [/ALIGN] إنسان السودان له مواطن وبواطن محددة يفخر ويعتز بها.. وحتى النزعة القبلية التي تؤطر لغياب القيمة القومية في خصمها.. عند البعض تعتبر محلاً للتفاخر والتباهي.. ورغم ذلك تكتسب بعض المدن بعراقتها وبأحداثها التاريخية مواقع التذكر الدائم.. ولم أر أناساً يعتزون بمواطنهم الخاص جداً كما يفعل أهل أمدرمان، للدرجة التي تجعل البعض يحس بغيرة على قلة الاحتفاء بمسقط رأسه.. وآخر يرى «أن أهالي أمدرمان لقوا الإذاعة والتلفزيون جنبهم وقالوا.. ها..»، ومهما يكن من رأي تبقى أمدرمان تحتمل المفاصل التاريخية الهامة في هذا البلد.

جرت هذه الخاطرة على بالي عندما أدار صاحب المركبة العامة مسجلها ليأت صوت مغنية تتغزل في محبوبها الأمدرماني..

الرائع الإنسان.. أنا

زولي كله حنان.. أنا

نوارة أمدرمان.. أنا

ونحن الآن في مرحلة الحاجة النوارة السودان

ü المواصفة السودانية

لابد من إكرام الضيف.. وتعزيز الجار والصديق.. مواصفات سودانية حتى القريب كانت مشاعة للكل، ولكن اليوم هناك من يرى أن مثل هذه المواصفة السودانية لا تتماشى مع روح وإيقاع زمان الخصخصة؛ الذي يعني الاستفادة من كل دقيقة في مخمصة مالية أو سد ثغرة اقتصادية.. وآخر يقول: إنه آن الآوان للتخلي عن الصفات المحلية لتبني الأفكار والقيم العالمية، مثلاً في تفاصيل الحياة الاجتماعية، بمعنى اعتماد مبدأ «تتش آند موف» «ألمس وتحرك» أي لا تتأثر ولا تدقق في التفاصيل.. عليه تكون حياتك خالية من المواصلة والتبادل السوداني الاجتماعي الذي يعني الاهتمام بتفاصيل الآخرين.

من يجرؤ على الكلام

إسرائيل أكثر جرأة هذه الأيام في التعدي على المقدسات الإسلامية في القدس.. وأمريكا التغيير في عهد أوباما لم تفعل شيئاً؛ فقد قال عضو الكونغرس الأمريكي السابق «بول فندلي»: (إن أمريكا هي المتسبب الحقيقي في ما آلت إليه علاقة إسرائيل بالعرب وإلا فقد كان لديها يوماً من الأيام القوة لوقف هذا الظلم.. «وينطوي تعامل أمريكا على التعاطف اللا محدود مع إسرائيل».. إذن لا يعول على تفاعل أمريكي صادق من وجهه نظر الشرق الأوسط في تداولها مع قضايا فلسطين استيطاناً ومقاومة).. لخص ذلك في كتابه: «من يجرؤ على الكلام».. وحقاً عندما يكون الكلام عن أمريكا تتغير المعايير.

مرة أخرى

يسأل البعض مرة من بعد مرة عن الديمقراطية عند الساسة في بلادنا.. فإن أراد المواطن أن يعرف ديمقراطية كل سياسي عليه أن يراجع كيف يمارس ذلك السياسي الديمقراطية في منظومة حزبه أو كيانه، وإن كان مستقلاً فلينظر كيف يتعامل مع أسرته وفق مبدأ الديمقراطية.

آخرالكلام:-

الاعتزاز بالمبادئ والأماكن والمواصفة الأخلاقية والقيم قد يتعثر أمره عند القطب الأوحد، حيث أنه في بلاد الديمقراطية لا يجرؤ البعض على الكلام.

سياج – آخر لحظة – 1304
fadwamusa8@hotmail.com