الدرويش رحل!

مجنزرات حزينة
الحزن لا يعرف الحدود.. فعندما يتأتى.. يجيء بكل آلياته الثقيلة لا يحتمل إلا أن يتذرع بالمجنزر والقاصم والقاذف.. لتصب في جوف الضحايا «بارودات» الوجع القاسي وفراق الأحبة العظام بعد ملتقى عزيز وجلد طويل.. ولكن هيهات أن تلغى من قاموس الحياة هذه «المجنزرة الحزينة».. يوم الحزن.. يوماً مختلف الساعات والدقائق والثواني.. وقمة الحزن أن تكتفي باحتباس خواطرك في سجون نفسك البعيدة وتجالس لواعج شوقك لماضٍ ذاهب.. تحت وطأة «المجنزرات الضاغطة».. وحزنك قد يذهب بك إلى عوالم زاهدة تبتغي أن لا تنظر إلى براعم الأمل التي تحتاج للري وللماء.. ماء الفرح المتوازن.. العصي على مشهدك الخاص.. أبكِ بكل «حرقة».. فالرماد أقل ما تخلفه من آثار مدمرة.. أبكِ بكل عنفوان ما تحتمل وتحتبس في حرارات مواقد أنفاسك الغائرة.. أبكِ ما دام البكاء «يفش احتقانك الزائد».
آخر الكلام:
لا تأبه لثوب «الدروشة» الذي ترتديه ما دمت في طريقك للعبور فوق الجسور.. لا تذكر أملاً طرحته وراء ظهرك ما دمت قد أوقدت المسارج واعتزمت الرحيل.. فالحزن القادم على ذهابك الخالد دفق من الوجع والألم المضمون.
سياج – آخر لحظة – 1319
fadwamusa8@hotmail.com

