نور الدين مدني

مبادرة واحدة لا تكفي

[ALIGN=JUSTIFY]مابين فترة وأخرى تطفح على سطح الساحة السياسية مبادرة إيجابية، تتنادى لها الأطراف المعنية, ندفع بها عسى ولعل تأخذ طريقها للتنفيذ ولكنها سرعان ماتذوب مثلها مثل فقاعات الصابون وتذهب أدراج الرياح.
* هذه الظاهرة بدأت منذ مؤتمرات الحوار حول مختلف القضايا في بدايات الحكم الحالي، حيث تطرح المبادرة وتجد الترحيب والمساندة، ولكنها تظل في حالة محلك سر، هذا اذا كانت قد انتقلت بالفعل خطوة واحدة نحو التنفيذ.
* نقول هذا بمناسبة الخبر الذي نشرته صحف الأمس عن قرار اللجنة المشتركة من حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لإدارة أزمة قرار محكمة الجنايات الدولية (دراسة تشكيل آلية لتفعيل مبادرة أهل السودان) التي اطلقها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لحل أزمة دارفور.
* إن أزمة دارفور واضحة وخريطة الطريق لحلها معروفة خاصة لدى الحكومة، وهناك مبادرات كثيرة طرحت من أهل دارفور أنفسهم، مثقفين ومنظمات المجتمع المدني وحادبين على الحل السياسي وأحزاب منفردة ومتفقة ولكن يظل الحال في حاله ولا خطوة نحو الحل الجذري لهذه المعضلة التي فاقمتها السياسات الخاطئة والحلول الانتقائية التي افرزت كل هذه الآثار السالبة.
* اننا لا نتحدث عن الأزمة القائمة الآن، لأنها ثمار الأخطاء التي نبهنا لها منذ ان كانت النزاعات محدودة ومقدوراً على معالجتها كما كان يتم عبر مؤتمرات الصلح والأجاويد، ولكن الشحن العرقي الممتد عبر الحدود والسلاح الذي إنتشر لتغذية هذا الشحن والغفلة السياسية وردود الفعل الإنفعالية أخرج المسألة الدارفورية للمحيطين الاقليمي والدولي، وها نحن جميعاً نحصد ثمار أخطاء من بيدهم الأمر.
* قلنا انه لم يعد هناك وقت للمناورات والكيد السياسي ولكن الذين بيدهم الأمر مازالوا يمارسون أساليبهم القديمة، وكأنهم غير معنيين بالاتفاق القومي الذي لا نكاد نقترب منه، حتى يتم تأجيج معركة سياسية تعود بنا إلى الوراء لنعود مرة أخرى عبر مبادرة نشكل لها لجنة واللجنة تشكل لجنة لتفعيل الآلية والآلية تجتمع لتبحث عن آلية لتنفيذ الآلية.
* الحكومة للأسف مشغولة بالمسيرات وباستقطاب القبائل للمؤتمر الوطني، ولايهمها متى يلتئم مؤتمر الحوار الدارفوري الدارفوري ولا ترغب مطلقاً في قيام المؤتمر الجامع.

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 986 – 2008-08-12 [/ALIGN]