زهير السراج

السترة والمفوضية متباريات!!


[ALIGN=CENTER]السترة والمفوضية متباريات!! [/ALIGN] لو كنت فى مكان المفوضية القومية للانتخابات لما ورطت نفسي فى إقامة مؤتمر صحفي يراه ويسمعه كل العالم ثم أعجز عن الإجابة على أسئلة الصحفيين..!!
* الزميل عمر الطيب من الاذاعة البريطانية سأل عن صحة الاتهام الذى ظلت تردده الأحزاب بأن الشخص المسؤول عن السجل الانتخابي بالمفوضية هو نفسه المسؤول عن تسجيلات الناخبين بالمؤتمر الوطني ؟! وهى تهمة خطيرة بكل المقاييس فالسجل الانتخابي هو الأساس الذى تقوم عليه العملية الانتخابية برمتها، ويجب أن يشرف عليه شخص محايد تماما يكون بعيداً عن أية شبهة بإمكانية نقل المعلومات التي تقع تحت يديه إلى أية جهة خارج المفوضية التي تكمل كل الإجراءات الخاصة بالتسجيل وتصدر المفوضية السجل النهائي ويعرفه كل مواطنى السودان فى الوقت نفسه؟!
* الإجابة على هذا السؤال واضحة ولا تحتمل أكثر من خيارين.. إما نعم أو لا، لا أكثر ولا أقل، إلا أن السيد نائب رئيس المفوضية الموقرة الدكتور عبدالله احمد عبدالله أخذ يلف ويدور ويتحدث عن الحياد والنزاهة وقانون الانتخابات والقسم الذى أداه أعضاء المفوضية ومجموعة أحاديث لا علاقة لها بالسؤال من قريب أو بعيد.. ولم يتضح حتى هذه اللحظة ما إذا كانت اتهامات الأحزاب صحيحة أم لا، خاصة تحت ظل سقوط مئات الالاف من الأسماء من السجل الالكتروني الذى يختلف كثيراً عن السجلات اليدوية، ولا يعرف أحد كيف سقطت ولماذا سقطت ولمصلحة من سقطت، بدون أن تكلف المفوضية نفسها عناء الرد!!
* نفس النهج انتهجه الدكتور مختار الأصم مقرر المفوضية الذى لم يجب على الأسئلة التي طرحت بخصوص أخطاء السجل بل أخذ يتحدث عن الخطوات التى اتبعت لإنتاج الـ(سي ديهات) الخاصة بالسجل وتوزيعها على الأحزاب، ولم يفتح الله عليه بكلمة عن الأسماء الساقطة!!
* أما المهزلة الكبرى فكانت عندما شغل دكتور الأصم الحاضرين بالتفاصيل الفنية للاقتراع التى تحدث فى أي انتخابات فى الدنيا، لضمان سريتها ونزاهنتها ونجاحها، بل (كتر المحلبية شوية) عندما وصف الإجراءات والمواصفات التي تقيدت بها المفوضية بأنها الأفضل فى تاريخ العالم للضمان، ومن ذلك القفل البلاستيكي الذى لا يمكن فتحه إلا بالقطع، وعند قطعه لا يصلح للاستخدام مرة اخرى فضلا عن أنه يحمل رقما متسلسلاً لا يوجد في أي مكان فى العالم ناسياً ببساطة شديدة أو مستهيناً بعقول الحاضرين أن هذا القفل يمكن أن تكون له أكثر من نسخة، ونفس الشيء بالنسبة للبطاقات الانتخابية خاصة التى طبعت فى مطبعة الحكومة بدلاً عن دولة (سلوفينيا) بحجة ضيق الوقت وكأن المفوضية عندما اختارت (سلوفينيا) لم تكن تعرف الوقت المتاح لها علماً بأن الانتخابات تأجلت أكثر من مرة وكان يجب أن تجرى قبل أكثر من نصف عام!!
* لقد قصدت المفوضية من هذا المؤتمر الصحفي تبرئة ذمتها ولكن الذى حدث هو العكس تماماً فانطبق عليها المثل العربي القديم.. (إزددت رغما ولم تدرك وغماً) وهو يضرب للشخص يقصد الثأر ولكنه ينال بدلاً عن ذلك الهزيمة الثانية!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

11 أبريل 2010


تعليق واحد

  1. The majority of sudanese and international community are satisfied with what have done for election. Please let go actually it is the first election experiment for the majority. Please look to the postive sides of the process.
    Thanks