[ALIGN=CENTER]
يا سلام.. الدنيا حلوة![/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]لا شيء غريب.. الهدوء يعم المكان.. المسرح العام مرتب.. مسرح السياسة.. الإجتماعية.. الإقتصادية.. تبدو شوارع الخرطوم نظيفة جداً ليس لأنها فقيرة ولكن الناس أصبحوا راقين في سلوكهم ولا أحد يقذف بمهمل على قارعة الطريق ولا يجرؤ أي فرد منهم على أن يتفل على عشوائية موضع هذه «التفلة» ما لم يستشعر من نفسه حبه لهذه الأماكن النظيفة.. لا أحد «يشحد» أو يحمل قرعة.. لا يوجد متسولون لا يوجد باعة متجولون.. كل الناس في كامل هندامها.. ما أجمل ما يلبسون ما أروع ما يتلفظون.. ما كل هذا الإنضباط العام.. احتار في هذاالتحول السريع للناس أدمنوا الفوضى الخلاقة في سلوكهم العام.. تساءل أين ذهبت الكوشة التي كانت معلماً بارزاً «لحلته» أين «الكوشة» يا ناس؟! ولاحظ إصطفاف المواطنين أمام المسالخ البيطرية لذبح خرافهم «كرامتهم.. سمايتهم.. أعراسهم وأتراحهم» أين ذهب أرباب «الكيري» وأين «عليق» البهائم على الأبواب.. أين الفراشة والخضروات المطروحة على الأرض.. أين.. وأين و أين.. وعندما إزدادت هذه الـ«أين» قفز مذعوراً من وسادته النتنة وطوح بأرجله من سرير المستشفى العالي الذي سنده الطوب والحجارة.. فافرغ أحلامه التي أفاق منها في السلة التي أكتست بسواد اللون.. وسواد وقتامة المشهد المعاكس لما أفاق منه.. وسأل نفسه أين أنا؟؟.. وأين ذهبت الدنيا الحلوة الشفتها هسة؟؟
التغريد خارج سمفونية العمل!
أشتر.. أشتر.. كلامكم كله أشتر هكذا ابتدر السيد «عبدو» حديثه لموظفيه عندما بدأ إجتماعه الشهري.. مردفاً «أسكت يا أخرق» ملوحاً تجاه «الباشكاتب» الذي أضاع مسودة محضر الإجتماع السابق الذي يفترض أن يكون الإستهلال لهذا الإجتماع.. وكالعادة تحدث «عبدو» عن الخطة الموضوعة والتي حان وقت مراجعتها إنجازاً وتحليلاً.. وفتح الباب لأذرع مؤسسته ليتحدثوا فكان الحديث كما قال «عبدو».. أشتر وخارج منظومة العزف الأدائي.. سأل عن مدير القسم الأول فنهض يقاوم سلاح «الفول» الذي التهمه قبل قليلاً «نعم سيادتك.. نحنا قلنا عايزين نفَّعل القسم.. أها يا سعادتك التسيير جاء ناقص».. فصاح فيه «أقعد أقعد».. أها القسم التاني.. جاءه الرد بذات النسق الأول واستمرت موجة الردود بذات الوتيرة.. عندها قرر «عبدو» إنهاء الإجتماع ورمق الباشكاتب قائلاً «بالله عليك.. ضيعت مسودة هذاالإجتماع عن قصد»..
آخر الكلام:
يا سلام الدنيا حلوة في الأحلام وأحياناً حتى في جملة السلبيات التي يجب أن تكون مرجعياتنا لتفاديها مستقبلاً.[/ALIGN]
سياج – آخر لحظة – العدد 717
fadwamusa8@hotmail.com