فدوى موسى

أهلي جالية

[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=indigo]أهلي جالية [/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B] في ذلك الصباح وأنا أمارس الانتظار اليومي لعربة الترحيل على طرف الشارع الأسفلتي، ولحالة القلق التي تعتريني دائماً تجاه الزمن.. فإنني دائماً ما أحضر قبل موعد الترحيل بزمن كافٍ.. ولزمن طويل أمارس الجلوس على طرف «دكانة العطارة» بالقرب من «مطعم حبشي المأكولات».. في ذلك اليوم طال انتظاري لعربة الترحيل و «علايل رائحة الزقني والبصل المحروق» تُشرِّب ما ارتديت من ملابس وأنا في تلك الحالة أرقب الشارع.. مرَّ من أمامي عمال إخوة مصريين.. وإثيوبيين.. أرتيريين.. وبعض أهل المنطقة.. لوهلة ظننت أن «أهلي» صاروا جالية بالمنطقة العتيقة.. بل حدا الأمر ببعض الإخوة أيام الاقتراع لقراءة كل الأسماء الموجود بالمراكز للتأكد من عدم ورود اسم أي أجنبي من قاطني المنطقة في الكشوفات.. رغم أننا اعتدنا على تواجد هذه الأعداد من العمالة الأجنبية إلا أن شكاوى كثيرة ترد من بعض الأهالي.. للإزعاج الذي يسببه بعضهم خاصة المحلات التي تعمل طوال اليوم «مقاهي، نوادي مشاهدة..» وظللت لمساحة زمنية أتأمل نبض الشارع إلى أن أفقت من حالة «الغرق التأملي» على أصوات «بوري» عربة الترحيل.. فهل من تقنين لأمر هؤلاء الأجانب في ظل احترامهم واحترامنا لبعضنا البعض..؟؟ خاصة وأن معظم هؤلاء يسهمون بفعالية في الجوانب المعيشية للأهالي فهم يستأجرون منهم المنازل ويتقيدون بشروطهم فيما يخص السكن.. ولكن ثمة حالات إزعاج للمحلات التي يديرونها ويرتادونها داخل الحي العريق.

عمر النبوة

«عبدو» يناهز الأربعين عاماً وما زال يعتقد أنه غير مؤاخذ على كثير من أمور يقوم بها وتقدح في أهلية «عمر النبوة» الذي وصل إليه بكامل وعيه.. فتارة تجده يهاجم طفلاً صغيراً بصورة شرسة تصل مرحلة الضرب المبرح.. يثور في رجل من عمر والده لمجرد أنه نصحه في أمر ما ودعى له بالهداية.. «عبدو» يدخل على سن الأربعين بعقلية «طفل مراهق».. وفي أيام الاقتراع ذهب للمركز الذي يدلي فيه بصوته.. أثار ضجةً حول المكان خاصة وأنه جاء وهو يحمل «المتر» في يديه ليقيس بُعد أول خيمة عن المركز بحكم أنه يعرف أن البُعد المحدد حوالي مائة متر.. ودخل في دراما مع ممثلي المرشحين.. «إنت ما في المكان الصاح وإنت داقي في حوى المركز».

آخر الكلام:-الدراما اليومية في الأحياء الشعبية تفرز أنماطاً من التفاعلات شكاوى.. رضا.. وكبار مازالت دواخلهم صغيرة .. عمر الطفولة.

سياج – آخر لحظة – 1328
fadwamusa8@hotmail.com