فدوى موسى

السوق

[ALIGN=CENTER]السوق [/ALIGN] حركة دؤوبة.. حراك.. أناس واقفون وآخرون جالسون على أطراف المحلات.. البعض يفترش الأرض.. «الزبائن» ما بين مستقيم ومنحن للأرض عرضاً وطلباً.. ازدحم المكان وتعالت الأصوات «سبعة ونص.. سبعة ونص».. «الجرد.. الجرد».. «جابو بالطيارة وباعو بالخسارة».. مددت يدي والتقطت ذلك المقطع القماشي.. جاءني سعر المقطع أغلى من ذلك بكثير ولكن زجرت نفسي «أكان الله رحمنا.. نحن مالنا مقسنها عليها..»، ولكن نظرية المؤامرة دائماً ما تجد طريقها إلى مداخل نفسي، «أكيد البضاعة دي مضروبة وللاّ فيها شيء ما عادي»، «سيبك من دا مقطع».. خطوات للأمام.. وآخر تمتلئ الصناديق أمامه بأحذية جميلة ينادي عليها «ستة ونص.. كل المقاسات».. ذهلت للمرة الثانية وعاد الشك يساورني بأن «السوق مليان بضاعة مضروبة».. فمن المسؤول؟.. أو أن السوق تُرك لحكم السوق.. الذي من ضمنه أن تُعرض عليك البضاعة بثلاثين جنيهاً وتشتريها بخمسة جنيهات.. «ويا هو دا السوق»..

حرامية من نوع آخر.. للسوق «حرامية» بأنواع متعددة ومختلفة.. فمن يسرقك وأنت راضِ تبتسم.. ومن يسرقك وأن لا تدري، ومن يسرقك وأنت تتغافل عن الإدراك.. فالذي يسرقك وأنت باسم ذلك الذي يقول لك كلمات تقارب الغزل من شاكلة: «والله المقطع يتناسب معاك تماماً.. الألوان الوقورة والإستايل الراقي.. والذوق السليم».. لا تملك عندها إلاّ التبسم وفتح «الشنطة لإخراج المبلغ المطلوب».. والذي يسرقك وأنت لا تدري ذلك الذي يتفق مع اثنين يرابطان على مدخل المتجر، وعند دخولك ورفعك لأي بضاعة يدخل الاثنان ويبديان إعجابهما بما في يدك واستعدادهما للشراء بأي ثمن، خاصة وأن صاحب المتجر يؤكد لك أنها آخر قطعة.. وذلك الأمر الذي يقنعك بأن البضاعة أول دخلة للسوق وإنك أو مشتري.. و.. و..

آخر الكلام

السوق.. سوق الله أكبر مليء بكل أنواع الأكاذيب و«الضهب».. حاذر تفكر تقترب.. والبضاعة لازم تستمر.. «وسوق السياسة» قرب يصبح سوق الحجج.. وافتراش الأرض.

سياج – آخر لحظة – 1332
fadwamusa8@hotmail.com