زهير السراج

موت يا حمار

[ALIGN=CENTER]موت يا حمار..!! [/ALIGN] * أول الغيث قطرة ثم ينهمر، كما قال الشاعر (كمال الدين بن النبيه) أحد شعراء العصر العباسي فى قصيدته الرائعة (معاقل الشرك)، وصار قوله مضرب المثل لكل فعل أو قول يكون له توابع!!
* وهاهي (قطرات) الانفصال تتساقط علينا (رطباً جنياً) من كينيا ودول منابع النيل التي ارتفعت فيها الأصوات تطالب ببيع المياه لمصر والسودان مقابل النفط!!
* تقول صحيفة (كينيا تايمز) إن كينيا ودول حوض النيل في شرق إفريقيا ستوقع على اتفاقية جديدة لمياه نهر النيل في وقت قريب، ويرى هؤلاء أن المياه ثروة طبيعية مثل النفط تماماً، وعلى مصر والسودان أن يدفعا ثمنها إذا أرادا الانتفاع منها!!
* أعيد إلى الأذهان أن أزمة اتفاقية مياه النيل بدأت قبل سنوات بمطالبة دول المنبع بتعديلات جوهرية في الاتفاقية تتيح لها مزايا أكبر في الانتفاع بمياهها بينما ترفض مصر والسودان، وقد انتهى الاجتماع الأخير بمصر للتوفيق بين الأطراف بالفشل الذريع، وبرز اتجاه تقوده كينيا وإثيوبيا لتوقيع اتفاقية جديدة بمعزل عن مصر والسودان، في الوقت الذى هددت فيه مصر باتخاذ ما تراه مناسباً لحماية مصالحها القومية في حال توقيع اتفاقية لا تراعي حقوق مصر الحالية!!
* بعبارة واضحة.. فإن ما تراه مصر (مناسباً) ليس هو سوى الحرب.. سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية، فالمياه بالنسبة لها مسألة حياة أو موت، وهي لا تساوي شيئاً بدون مياه سوى صحراء قاحلة، ولقد قالها المؤرخ اليوناني هيرودتس في القرن الخامس قبل الميلاد في كتابه (أحوال هيرودتس).. (مصر هبة النيل)!!
* تخيلوا.. موقف مصر والسودان مع هذه الأزمة بعد انفصال الجنوب ودخول إسرائيل إلى مسافة كيلومترات من (كوستي) وهو شيء حتمي يجب أن نستعد له، وذلك بما لإسرائيل من مصلحة كبرى في مياه النيل وهنالك مشروعات مشتركة بينها وبين إثيوبيا وأوغندا، ولقد ظلت تحرضهما على مصر والسودان، وعندما ينفصل الجنوب تكون الحلقة قد أحكمت على رقبة البلدين.. خاصة مع المشروع الصهيوني الطموح في قيام دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات الذي نصت عليه (بروتوكولات حكماء صهيون) بجانب الأزمة الحادة لماء الشرب في الخمسين سنة القادمة!!.
* إذا أضفنا إلى ذلك أن الثروة النفطية ستكون حكراً على دولة الجنوب في الخمس سنوات القادمة، يتضح لنا حجم المشكلة التي تنتظرنا والغباء السياسي للطيب مصطفى وغيره من الانفصاليين أوضلوعهم في مؤامرة إمبريالية استعمارية -عمداً أو جهلاً- لصالح المطامع الصهيونية، كما بدأت وستظل حركة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي مخلب قط للاستعمار والصهيونية في الوطن العربي.. وموت يا حمار!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

26 أبريل 2010

‫3 تعليقات

  1. وماهو المانع نحن شمال السودان ان نكون لنا سفارة اسرائيلية وسط الخرطوم وقاعدة امريكية شمال غرب السودان يعنى كده مثلث ليبيا السودان مصر عشان نشوف اعداء الداخل لمن يذهبوا ؟.

  2. صدقت يا دكتور واهل مستعدون للتضحيه بكل اطراف السودان من اجل كراسى السلطة ومرحبا باسرائيل على حدودنا الجنوبية وليذهب النيل والبترول الى الجحيم;( ;( ;( ;( ;(

  3. نهاية مؤسفة يادكتور لكل عقلاء السودان وحتى الحمار بيحس بالمخاطر لكن المؤتمرجية قاصرين لحل المشاكل الداخلية فكيف يمكنهم التصدي لمثل هذه المؤامرات ولاتسطيع مصر او السودان باشعال حرب على 7دول وهزيمتها