نور الدين مدني
لماذا تأخرت؟
* لن نتحدث هنا عن المشروع وعن آثاره على منطقة النيل الازرق خاصة والسودان عامة، ولكننا نتوقف عند بعض الاشارات التي وقفنا عندها ونحن نشهد الاحتفال بهذا المشروع التنموي بعيداً عن التظاهرة السياسية التي تم الحشد لها رغم ظروف الخريف ورداءة الطرق التي تربط بين أطراف الولاية ان لم نقل انعدامها.
* أول هذه الاشارات وأهمها هو الجو الخريفي الذي تحركنا فيه من مطار الخرطوم على متن الخطوط الجوية السودانية، ولن أفضح الذين تخوفوا ولكننا سافرنا جميعاً مع هطول الأمطار ووصلنا مطار الدمازين لنجده أيضاً رغم الأمطار قد أُعد لاستقبال الطائرات وإقلاعها بصورة عادية.
* الاشارة الثانية جاءت في خطاب السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للقاء الجماهيري بمدينة الروصيرص، رغم المعلومات التي لم تخل من بشريات للمواطنين، للمتضررين ولمواطني النيل الازرق وعبرهم للسودانيين عامة جراء تعلية خزان الروصيرص، فإنه احتشد بالاشارات الروحية.
* عندما قال الرئيس البشير ان الظلم ظُلمات وتذكر الموت الذي هو مصير كل حي، وكيف يتحول الإنسان في نهاية الأمر إلى جنازة في رحلة العبور من الفانية إلى رحاب الدار الآخرة, تذكر البعض مرة أخرى مسألة السفر بالطائرات.. حتى عندما عدنا للخرطوم بالسلامة لم نسلم من تعليقات الذين كانوا في انتظارنا في (السوداني).
* الاشارة الثالثة جاءت في الخطابات مجتمعة، وهي التي أكدت ان التنمية للإنسان وليس خصماً عليه، ويبدو ان التجارب علمتهم، جاء خطاب معتمد الروصيرص محمد يونس بابكر محملاً بمطالب المواطنين في المنطقة خاصة المتأثرين بمشروع التعلية في الريف الجنوبي للمحلية وبحق الروصيرص بنصيب أوفر في المشاريع المصاحبة لهذا المشروع.
* جاء حديث والي ولاية النيل الازرق الفريق مالك عقار أكثر واقعية حتى عندما قال للرئيس البشير (أديناك أمن أدينا تنمية) وركز على مشروعات الطرق باعتبارها الأهم لذلك قال الرئيس ان (الطرق كلها جاية) والكهرباء والمدارس والمستشفيات ولكن العافية درجات.
* بقيت كلمة لا بد منها عن المدينة السكنية في الروصيرص التي جعلتنا نفكر بصوت عالٍ في أحلام سعيدة نتمنى ان ينعم بها أبناؤنا واحفادنا من بعدنا بعيداً عن الحروب والنزاعات التي أخرت التنمية كثيراً.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 990 – 2008-08-16 [/ALIGN]