جعفر عباس

عليكم بذوات الأصفار الستة

[ALIGN=CENTER]عليكم بذوات الأصفار الستة [/ALIGN] تقدر الثروات التي بأيدي سيدات عربيات بنحو 600 مليار دولار (يعني بالملايين تكتب الرقم 600 وأمامه تسعة أصفار)، ونستطيع من الناحية النظرية افتراض ان هذا المبلغ موزع على عشرة ملايين امرأة بل وربما ستين مليون امرأة، وعليه يفترض ان نحو ثلثهن غير متزوجات.. يعني يا كحيان يا غلبان، بلاش هبل وبلاش حكاية “بحب زميلتي في الدراسة/ العمل ونبني بيت الزوجية طوبة، طوبة”.. جاتك طوبة في دماغك ورطوبة في رُكبتك.. كذا مليون آنسة، وكل واحدة منهن لديها عشرات أو مئات أو آلاف الملايين: حب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟.. معليش سامحوني على الهزار والمداعبة الخشنة، لأن المشكلة تكمن في ان صاحبات الملايين لا يقعن إلا في حب أصحاب الملايين، وأنا وأنت لنا الله وما قسمه لنا من “ملاليم”.. المشكلة ان معظم تلك المليارات النسائية العربية حسبما تقول مجلة فوربس محنطة ومجمدة ومتكلسة أي تحت المخدة.
وعلى المستوى العالمي فإن نصف المليونيرات حاليا من النساء، وبعد عشر سنوات تقدر إدارة الثروات في بنك باركليز البريطاني أن عدد النساء الثريات سيفوق عدد الرجال، والسر في ذلك وفق ما جاء في تقرير نشرته دايلي تلغراف البريطانية ان النساء غير متهورات في أمور الاستثمار ولا يدخلن في مجازفات كتلك التي أطاحت بأكثر من كذا تريليون دولار من جيوب القطط السمينة في الدول الغنية بعد انكشاف ألاعيب البنوك وشركات توظيف الأموال.
الصورة النمطية للمرأة هي أنها مبذرة ومتلافة وتستمتع ببعزقة النقود،.. ولكن واقع الأمر هو ان معظم الرجال من الطبقة الوسطى أو الارستقراطية ما كانوا لينجحوا لولا تشجيع نساء العائلة لهم.. نعم المرأة أكثر اهتماما من الرجل بـ “المظاهر” ولكن ليس كل المظاهر فشخرة واستعراضا، فالمظهر قد يكون البيت الجميل للسكن او كاستثمار.. شخصيا اعرف ان نفقاتي الشهرية الشخصية لا تزيد على ما يعادل مائة دولار (في غير ما يتعلق بالأكل والشرب ولكن حتى في هذين المجالين فإنني أقل أفراد العائلة استهلاكا للطعام والشراب، بل وابتسم كل يوم وأنا اسمع هذا يطلب الشيء الفلاني لغداء يوم الغد وغيره يطلب شيئا آخر، وتتم تلبية ما يطلبه المستمعون وعلي أن أأكل مما يختارونه.. يعني ليس عندي كلمة حتى في ما أود أكله لأنني لا أعاف أي نوع طعام وإن كنت متشددا في منع الكوسا من دخول بيتي.. الداعية المعروف الدكتور يوسف القرضاوي يمنع دخول الفاصوليا في بيته لأنه – وعلى حد تعبيره – أخذ كفايته منها خلال سنوات السجن في مصر عندما كان عضوا نشطا في جماعة الإخوان المسلمين).
وبالمقابل فإن نفقات زوجتي الشهرية الشخصية من الأسرار القومية غير القابلة للنقاش، (بس تقريبا نفقاتي مضروبة في عشرة)، ومع هذا اعترف بأنه لولا طنطنتها ونقنقتها المستمرة لما تملكت بيتا ولا كان عندي مبلغ يفيض عن حاجتي الشهرية.. ولم يكن ذلك ليحدث لولا أنني تسلحت بـ “الخبث والدهاء”: بكل براءة قمت بتمثيل دور الرجل العصري المتفتح وصرت أسلمها شهريا “ميزانية” البيت وشيئا فشيئا صرنا قادرين على تحديد “كلفة المعيشة الشهرية ثم السنوية”.. وإمعانا في “الخبث” صرت أعطيها كشف الحساب الذي يأتيني شهريا من البنك، واكتشفت أنه كلما تحسن موقفي المالي كلما حرصت زوجتي على تحسينه أكثر فأكثر.. بعبارة أخرى جعلتها “تتحمل” مسؤوليات مالية كبيرة تتعلق بمستقبلنا كعائلة.. وصارت “تختشي على دمها”: جعفر لا يحتاج الى ما هو اكثر من كلفة بنزين سيارته وفاتورة هاتفه الجوال.. عيب ان نضيع نحن فلوسه في أشياء عديمة المعنى والجدوى (بل واستيقظ ضميرها كبركان آيسلندا قبل فترة وقدمت لي قرضا غير ربوي من مدخراتها، وهي تعلم أنني قد أسدده وقد لا أسدده.. وهذا هو الأرجح!! فلوسي وحلالي).

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

تعليق واحد

  1. شكرا يا ابو الجعافر علي كتاباتك الممتعه والتي تروح عنا كتيرا وتجد الواحد يبتسم من عنوان الموضوع وتزداد الابتسامه حتي تصل مرحله القهقه وفي نفس الوقت نجد فائدة كبيرة من اي مقال سطرتة نسأل الله لك الصحه والعافية وان يطول بال المدام علي كتاباتك اللازعه