فدوى موسى

قالوا لي قرد!!

قالوا لي قرد!!
عبدو» يتقافز ويتحاوم هنا وهناك وسط المعازيم الذين يشاركونه فرحته الأولى بزواج ابنته «نهى» التي بزّت جميع أهلها بحصولها على أرقى المؤهلات العلمية في مجال «الهندسة الوراثية».. ويبدو أن الجينات الوراثية العابرة إليها من والدها ضعيفة جداً لذلك استطاعت أن تتجاوز الصفات الكثيرة التي اشتهر بها والدها وسط القوم من هرج ومرج.. ولكن «عبدو» كان دائماً ما يراقبها وهي تراجع قراءة مواد الهندسة الوراثية بدءً من تاريخ ونظريات أصل الإنسان ما بين نظرية الإنسان تطور من مرحلة القرد وما بين ما هو مخالف لنظرية «دارون» في أصل الخلائق وقدرة الله على خلق الحياة.. وقد حفظ بعد قصصها وقراءاتها لنفسها.. وفي يوم زواجها كان نشطاً يمارس للدنيا هرجها ومرجها وسط المشاركين في الفرحة الاحتفالية وبينما «عبدو» في حالة الفرح الزائد هذه.. كانت ابنته العروسة «نهى» تراقبه بدقة خاصة وأن «المعازيم» من العلماء والخبراء.. أشارت إليه بأن يدنو منها.. وهمست إليه في أذنه «يا أبوي براحة.. خلي النطيط دا».. فكان رده «أنا فرحان شديد لفرحك» وأردف قائلاً «يا ابنتي زي ما قال دارون حقكم دا أصلي قرد..» فأخذ يرقص الرقصة المعروفة «قالوا لي قرد.. ترنم ترنم».

نظرية المكنة

«عبدو» قال «البلد دي عشان أمورك تمشي لازم تركب مكنة.. مكنة تناسب الوضع الترغب فيه.. والأيام دي مضطرين نركب مكنة الناصحين.. ناصحين في الشأن العام باعتبار أن القائمين عليه غبيانين وما مركزين كويس».. ردّ عليه الجالسون «يا عبدو بالجد أنت مركب مكنة أكبر من الناصحين دا مكنة المغيرين الجدد ولا مكنة رئيس القطب الأوحد ذاته» لم يعرهم «عبدو» اهتماماً اعتقاداً منه أن كلامه الأهم.. وإذا ما أمعنا النظر في كلام «عبدو» وجدنا أنه قال جزءً هاماً من الحقيقة فكثيرون في هذه البلاد يعملون بمكنة تركيب طاقاتها الخيالية أعلى من سعة الواقع.. فهل يا ترى هذه الماكينات أصلية وليست تجارية؟؟

مبروك سجين الكفيل

والعالم في الأيام الفائتة يحتفل بحرية الصحافة.. ومتابعة من صحيفة «الرأي العام» تصل بسجين الكفيل السعودي الذي جعل من «د. يحيى محمد مختار» حبيساً لعدم القدرة على العودة للبلاد لمنعه من تأشيرة الخروج النهائي للسودان كمظلوم لنظام الكفالة وقد أثمرت الجهود الصحفية عبر جهود الأستاذ «التاج عثمان» وهنا تجلى تأثير دور الصحافة في القضايا الهامة التي تتعلق بالشؤون الحياتية لكل الأفراد سواء كانوا داخل حدود أوطانهم أوخارجها.. وعاشت الصحافة حرة تلاحق الحقوق المهضومة والقضايا الصعبة.

المخصصات!

لا أكون كذوبة إن قلت إن بعض شاغلي الوظائف الهامة لا همّ لهم إلا مخصصاتهم بالمقابل لا أجحف الآخرين الذين لا تشغلهم هذه المخصصات عن أداء الأمانة على وجهها الأكمل أو كما قال السيد رئيس الجمهورية في مراسم أداء قسم الولاة عن عظم المسؤولية الوطنية والتي تعني رعاية حقوق المواطنين وتقديم الخدمات لهم والسعي للتنمية ولتعزيز البنيات الأساسية وهذا يعني أن تصوّب كل الجهود نحو الرعية وليس نحو الذوات والنداء الانتخابي الذي جعله المؤتمر الوطني شعاراً «صوتك أمانة» يجب أن يرتد للمسؤولين «عملك أمانة».

آخر الكلام:

وحتى لا يتنطط الوزراء والقادة القادمون في زيارات تفقدية مثل القرود لابد أن تكون المكنات مكنات أصلية.. وحكاية المخصصات دي يجب أن تكون في حدود المعقول.

سياج – آخر لحظة – 1345
fadwamusa8@hotmail.com