زهير السراج

اليوسيماس .. إحتيال أم تنمية (2)

[ALIGN=CENTER]اليوسيماس .. إحتيال أم تنمية (2)[/ALIGN] * تساءلت قبل بضعة أيام عن جدوى برنامج الـ(يوسى ماس) وهل هو بالفعل برنامج لتنمية الذكاء أم مشروع ذكى للاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بدعوى تنمية مقدرات ابنائهم، ولقد بادر الدكتور عمر هارون الخليفة بإرسال المقال التالي الذي (تجدون بقيته في صفحة 3)، ولا تزال الفرصة مفتوحة للنقاش.
* قرأت بتمعن عمودك المقروء “مناظير” يوم الأحد 2 مايو 2010 بعنوان “يوسي احتيال أم تنمية؟” المنشور بصحيفة السوداني الغراء كما أداوم على قراءة هذا العمود الدسم بمعلوماته الثرة منذ اصدار الصحيفة. بخصوص الأسئلة المطروحة في العمود عن برنامج اليوسيماس ولضيق المساحة سوف أركز على السؤال الأول وفيما بعد على بقية الأسئلة مجتمعة والتى سوف أجيب عليها جميعها سؤالا خلف سؤال ونأمل أن تتاح الفرصة في صحيفة السوداني لنشر هذا الرد وذلك للمصلحة العامة.
* السؤال الأول المطروح في العمود: ما هي حقيقة البرنامج؟ وهل هو برنامج رياضيات فقط أم برنامج لتنمية الذكاء؟ واتفق مع الكاتب تماما بخصوص “مناقشة الموضوع بشكل أكاديمي ومنهجي بعيدا عن نظرية المؤامرة”. كباحث في علم النفس والتربية ومتخصص في موضوع دراسة الذكاء في السودان والعالم العربي أثبتت الدراسات السودانية التي قدمت من خلال 6 رسائل وأطروحات علمية على مستوى الدكتوراة والماجستير تم مناقشة 4 منها بجامعة الخرطوم وجامعة النيلين بأن برنامج اليوسيماس يعمل على الآتي:
أولا: يعمل برنامج اليوسيماس على تنمية (زيادة ) التحصيل في الرياضيات. ولقد أظهرت دراسة الباحث حسن أحمد محمد حسن المقارنة والتي أجريت بكلية التربية جامعة الخرطوم 2010 بعنوان “مقارنة تحصيل التلميذات اللاتي تدربن على برنامج اليوسيماس واللاتي لم يتدربن عليه في العمليات الحسابية الصف السادس مدرسة بشير العبادي أساس- محلية أمدرمان” بأن لبرنامج اليوسيماس تأثيرا ايجابيا في تحصيل الرياضيات ، مثلا نالت المتدربات على برنامج اليوسيماس متوسط حوالى 28 درجة في الرياضيات بينما نالت غير المتدربات 25 درجة بفارق 3 درجات وكانت الفروق دالة (مهمة وكبيرة) لصالح المتدربات علي برنامج اليوسيماس. ماذا يعمل علماء النفس والتربية بخصوص تدني التحصيل في مادة الرياضيات في السودان، مثلا كان النجاح في مادة الرياضيات في امتحان شهادة الأساس لعام 2009 بنسبة 27.9% بولاية الخرطوم وفي عام 2010 كانت النسبة 35.6% وهي درجات متدنية مقارنة مثلا بنسبة النجاح في القرآن الكريم والتي بلغت حوالي 85% عام 2010. إحدى وسائل التدخل الناجح مثلا ادخال البرامج التي تنمي وتعزز من درجة التحصيل في الرياضيات والتي من بينها برنامج اليوسيماس.
ثانيا: أظهرت نتائج دراسة مقارنة بعنوان “الذاكرة السماعية والبصرية لدى تلاميذ مرحلة الأساس بولاية الخرطوم المتدربين على برنامج اليوسيماس وغير المتدربين” حصلت بها الباحثة اجلال على موسى على درجة الماجستير في علم النفس من جامعة الخرطوم عام 2009، أن برنامج اليوسيماس يزيد (ينشط ويعزز) من الذاكرة العددية للاقام الطردية والعكسية والتي تم قياسها بمقياس ( وكسلر لذكاء الأطفال-الطبعة الثالثة) بحوالي زيادة 3 أرقام مقارنة بغير المتدربين وكانت الفروق دالة (كبيرة، مهمة) بين المجموعتين لصالح المتدربين على برنامج اليوسيماس.
وينمي (يزيد، يعزز، ينشط) البرنامج الذاكرة البصرية التي تم قياسها بالبطاقات التعليمية وأسطوانة الذاكرة. ومن المعروف بأن الطفل العادي يتذكر حوالي 7 أرقام ولكن بالتدريب علي برنامج اليوسيماس يمكن أن يتذكر الطفل حوالي 12 رقما طرديا أو عكسيا وهي زيادة يمكن وصفها بالهائلة. والذاكرة إحدى القدرات المكونة للذكاء. إن التعليم في السودان يركز على تنمية عمليات الحفظ الصم والتكرار والاجترار والتقلين السماعي. فماذا يعمل علماء النفس والتربية المتخصصون في المجال بخصوص تنمية القدرات البصرية؟ إحدى الطرق أو البرامج الفعالة كما كشفت نتائج الدراسة التدريب على برنامج اليوسيماس.
ثالثا: يزيد برنامج اليوسيماس من معدل السرعة وسط الأطفال في السودان. ومنذ أن نشر سكوت، مدير كلية غردون التذكارية سابقا أول دراسة في تاريخ السودان عن “الذكاء وسط السودانيين” بمجلة السودان في رسائل ومدونات عام 1948 في المجلة التربوية البريطانية عام 1950 لاحظ سكوت انخفاض سرعة ودافعية الأطفال في السودان. وبعد نصف قرن تم اثبات ذات النتائج في 3 دراسات نشرت احداها بالانجليزية في مجلة “الموهبة والتفوق العالمية” بألمانيا عام 2008 مجلد 22 صفحات 127-136، بينما نشرت الثانية بالعربية في مجلة شبكة العلوم النفسية العربية بتونس عام 2008 عدد 9 صفحات 88-94. الدراسة كانت مقارنة بين أداء الأطفال في السودان واليابان وأظهرت بأن الأطفال في السودان يحتاجون إلى 150 ثانية لأداء بعض اختبارات الذكاء بينما يحتاج الأطفال في أمريكا إلى 120 ثانية وفي اليابان إلى 90 ثانية فقط. فالفرق بين أداء الطفل السوداني والياباني 60 ثانية. فماذا يعمل علماء النفس والتربية لزيادة السرعة وسط الأطفال في السودان؟ واحد من البرنامج المفيدة في هذا المجال برنامج اليوسيماس الذي يجعل الأطفال المتدربين في حل المشكلات قبل التدريب في 41 دقيقة وبعد التدريب في 33 دقيقة وذلك بكسب 8 دقائق بالكمال مقارن بغير المتدربين. 8 دقائق تعمل على تفجير الطاقة العقلية للأطفال في السودان. وحاليا يستطيع بعض الأطفال في السودان حل 150 مسألة حسابية معقدة خلال 8 دقائق أسرع من مستخدمي الآلة الحاسبة والورقة والقلم بل والكمبيوتر.
رابعا: أظهرت دراسة تجريبية ثانية قام بها الباحث صديق محمد أحمد يوسف في قسم علم النفس جامعة النيلين بأن برنامج اليوسيماس ينمي (يزيد) القدرات العقلية العملية في نصف الدماغ الأيمن (مركز الخيال والابداع) للطفل السودان بنسبة 5.3 درجة حسب نتائج أشهر مقياس أمريكي للذكاء “مقياس وكسلر لذكاء الأطفال-الطبعة الثالية” مقارنة بغير المتدربين بينما ينمي البرنامج الذكاء الكلي (السيال) بنسبة 4 درجات مقارنة مع غير المتدربين. نشرت نتائج هذه الدراسة في المجلد الأول والعدد الأول (ص. 73-107) من “مجلة آداب النيلين”. كشفت نتائج عدة دراسات سودانية بأن نصف الدماغ الأيمن للطفل السوداني نصف كسول مثلا أظهرت نتائج دراسة مقارنة بين ذكاء الأطفال في السودان واليابان قدمت بجامعة كويوتو من قبل كاتب هذا الرد عام 2005 تفوق أطفال السودان في الذكاء اللفظي (الشفاهي السماعي بينما تفوق الأطفال في اليابان في الذكاء العملي والبصري، الأدائي) وتم تسمية ذكاء الأطفال في السودان ب”ذكاء طق الحنك” نسبة للثقافة الشفاهية السماعية في السودان. ماذا يعمل علماء النفس والتربية لتنشيط نصف الدماغ الأيمن والذي وصف بالخامل والكسول للطفل السوداني؟ هناك عدة برامج للتدخل واحد منها هي تطبيق برنامج اليوسيماس.
خامسا: يعمل برنامج اليوسيماس على زيادة معدل الذكاء العام للأطفال (القدرة على حل المشكلات من خلال أشهر مقياس ذكاء بريطاني جماعي هو المصفوفات المتتابعة المعياري) من سنة 6-12 سنة بمعدل 7.11 درجة. وهي درجة عالية مقارنة مع بقية برامج أو طرق تنمية الذكاء وقامت بهذه الدراسة التجريبية الدكتورة عالية الطيب حمزة بجامعة الخرطوم في أطروحة دكتوراة والتي نوقشت عام 2008 بعنوان “أثر برنامج اليوسيماس في تنمية الذكاء وزيادة السرعة لدى تلاميذ مرحلة الأساس بولاية الخرطوم”. مثلا يبلغ متوسط معدل الذكاء في السودان بمعيار جرينش البريطاني حوالي 83 (متوسط نتائج 7 دراسات قام بها كبار علماء النفس في السودان) وبزيادة 7 درجات يبلغ المعدل 90 للأطفال المتدربين على برنامج اليوسيماس. ولقد نشرت نتائج هذه الدراسة في أمريكا في مجلة عالمية متخصصة رفيعة المستوي “الشخصية والفروق الفردية” عام 2008 المجلد 42 صفحات 694-696 واشترك في نشر هذه الدراسة أكاديميين من جامعة الخرطوم، وجامعة مانشستر وجامعة ألستر بالمملكة المتحدة. نخلص من خلال نتائج الدراسات التي نشرت محليا واقليميا وعالميا بأن برنامج اليوسيماس يعمل على تنمية (زيادة، تنشيط) معدل الذكاء العام والقدرة على حل المشكلات، وتنمية الذكاء العملي والكلي، وتنمية الذاكرة البصرية والسماعية وتنمية القدرة الحسابية وهو نموذج ممتاز لتفجير القدرات العقلية للأطفال.
إن تجربة التعليم الحديث في السودان لحد مرتبطة بنظام التعليم في الغرب خاصة بريطانيا وأمريكا. وعلينا الآن تعلم بعض الدروس والعبر من تجارب التعليم في قارة آسيا والتي يحرز أطفالها أعلى الدرجات على المستوى العالمي في الرياضيات والعلوم فضلا عن معدلات الذكاء خاصة سنقافورة واليابان وتايوان وهونج كونج وكوريا والصين وماليزيا.
د.عمر هارون الخليفة
مؤسس مشروع طائر السمبر

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

7 مايو 2010

تعليق واحد

  1. البحث الاستاذ زهير السراج..

    تحية طيبة؛؛؛

    كلام دكتور عمر على العين والرأس . وطبعا بدأ طرح هذا الموضوع اصلا من قبل جهات

    مناوئه او مضاده للافكار التي اتى بها هذا البرنامج المسمى ب اليوسي ماس..

    ونحن هنا نشير طالما ان الدكتور عمر مهتم واثبت حسب النظريات العلمية التي عرفها من خلال دراساته بان هذا البرنامج فعال وايجابي..

    نرجو منك ايراد اقوال اخرى لعدة متخصصين… في المجال كذلك عسى ولعل المتابع والقارئ يطلع برأي يوجهه في ما طرحت..

    واشير هنا للدكتور عمر.. هل الذكاء مكتسب ام متوارث…

    وماذا قال ( ستان فورد بينيه بهذا الخصوص )..

    يعني يادكتور عمر.. عندما تجري بحثا او استطلاعا تحاول ان تثبت به فعالية بحث محدد

    لابد ان تكون علميا واكثر دقه مما زكرته لنا.. لابد من عرض معلومات كافية للشريحة المستهدفة..

    والقصد بالمعلومات الكافية التالي..

    كم بلغ عدد المشتركين في( الشريحة المستهدفة )

    سنهم .. تفاوت درجات التحصيل العلمي لديهم ( RANDOM SELECTION)

    يعني العينه العشوائيه ام هي عينه لها نفس الصفات في جميع المدارس التي اجري فيها تطبيق البحث..

    ومن ثم شئ آخر…

    اذا كان البرنامج رياضي فحسب…

    مارأيك في المتوحديث يا دكتور عمر فبعض المتوحدين يستطيعون اجراء عمليات رياضية لايستطيع اجراءها الفرد العادي الا باستخدام الحاسبة الالكترونيه..

    وبالرغم من ا جراء هذه العملية تجده لايعرف شيئا من ابسط علوم الحياة…؟

    فالمرجو الدقة في الحديث طالما انك احببت ان ترد على شريحة القراء

    ولكم خالص شكري؛؛؛