فدوى موسى

التنكش!

[ALIGN=CENTER]التنكش! [/ALIGN] قصص وحكاوي أيام الحملة الانتخابية حوت الكثير من فصول التغيير في المجتمع السوداني، أناساً ومضامين.. فكان المترشح حيث يدعو الناس لندوة أو لقاء مكاشفة وعرض برامج فإنه يظل يدعوهم ويكرر عليهم الدعوة، حتى الدقائق الأخيرة لانطلاق موعد حديثه، فتكون «الخيمة» أو «الصيوان» خواء، إلى أن يقرر تعديل البرنامج بتقديم الفنان أو الفنانة.. المصاحب أو المصاحبة للندوة، في تكنيك عالٍ لإدارة الحشد، وما أن تبدأ حالة العزف وتدق الطلبة «التنكش التنكش» حتى يبدأ الجمع الغفير في التوافد، الذي ربما قاده بالإضافة «للتنكش» أحد «الشماسة» أو «الصيُع بالمنطقة المعنية».. وفي تدشين حملة «شخص» لسباق الرئاسة بمنطقتنا جاء هؤلاء «الشماسة» والأجانب و«الصُيّع» على أنغام التنكش، مما كبر الفكرة في رأس «الشخصية» بأنها تفأجات بهذه الأعداد الهائلة، الداعمة للترشيح بمنطقة الجريف غرب.. فهل رأيتم، كيف تغيّرت معايير الانتخاب من البرامج المستقطبة إلى «مبدأ التنكش».. لم لا إذا كان الفنّ الذي يطرب البعض من شاكلة «اضربني بمسدسك» و«قنبلة..» وهذا «زمان التنكش».

ü ماشة معاك عسل:

إن كانت حروب العالم تقوم على المصادر، الماء والغذاء.. حروب المصادر والموارد.. فإن الوجدانيات الإنسانية تصيبها هذه المحسوسات في مقتل، فحين نراقب عباراتنا الوجدانية التي تؤرخ لحياتنا السياسية والاجتماعية، فإننا نصوب بعض التركيز على الأغنيات المتداولة استماعاً هذه الأيام، لنعرف كيف نتجاذب الوجدانيات ما بين الموارد والعواطف.. لذلك تجد عذراً كبيراً للفنان الذي يتغنى بأغنيات من شاكلة «ماشة معك عسل.. بس كيف ليك أصل».. لم لا تظهر هذه اللونية، وأجزاء من حياتنا تدخل مستوى من الإسفاف والضحالة في المحتوى.. إن كنا نفقد الكثير من القدرة والكثير من روح المثالية.. فلا نلوم النسوة حينما يمسكن «بالدلاليك ويغوغن: «هي حبيبنا جانا.. من النوم صحانا.. وبالجداد عشانا».. فمشكلة الغذاء أصبحت خطراً قادماً يهدد حياة الإنسان، بحسب مؤشرات المنظمات، والكيانات المعنية.. وسعيد من وصف بالأغنية أنه «ماشة معاك عسل».

ü علمتني معنى الحياة

أين كل هذا الغناء المتداول من روائع تدغدغ المشاعر.. من نغمات:

علمتني معنى الحياة يا أبو العيون الحلوة

عرفتني سحر الجمال، وين منبعو

سمعتني نغمو الجميل، ما أروعو

شوفتا النجوم في ثناياك يلمعو

لحظات وإشراق الجمال ودعو

عرفتني أهوى الجمال وأقدسو

وايقظ مشاعر الناس عليه لو كان نسو

حب الجمال زي الهوى البتنفسو

لكن بخاف من العيون لو كان قسو

آخر الكلام..

عفواً إن أخطأنا في كتابة الأغاني.. أو ربما كانت الكتابة صحيحة «نص نص يا ربي».

سياج – آخر لحظة – 1347
fadwamusa8@hotmail.com