[ALIGN=CENTER]القطر الشالك إنت[/ALIGN]
الاستقلالية, السيادة , حرية اتخاذ القرار وهلُمّجرّا، كل هذه الشعارات أصبحت ذكريات من الماضي البعيد، و(المكضبنا وما مصدقنا ) لا يسأل العنبة وإنما يتأمّل واقع بلادنا هذه المُسماة السودان، و(المرمية تحت الشمس زي غيمة ضليّة) كما غنّى لها الحاردلو. فاتفاقية نيفاشا التي تفيأنا ظلالها خلال الخمس سنوات الماضيات، والتي تجاوزت محطتها قبل الأخيرة- وهي محطة نيفاشا- وذلك بقيام العملية الانتخابية (ماسورة كانت أم غير ماسورة) في أبريل المنصرم- تنطلق الآن كالسهم نحو محطتها الأخيرة، أي استفتاء جنوب السودان. هذه (النيفاشا) وإن وقعتها إيدٍ سودانية كريمة وبقناعة وطنية قبلها الجميع إلاّ أنها خارجية الإعداد والإخراج؛ فالخارج المهيمن لم يعد ذلك الذي يحمل الكرباج ليهُشّ به على ظهر التابع، بل أخذ يقوم بدور الحكيم الذي يُشخِّص الداء ويصرف الدواء من عنده. الانتخابات عملية داخلية، والمفوّضية، وخلف الله العذّبنا، والناخب، والمرشّح، والفائز، والمنسحب كلهم سودانيون، ولكنّ الحكم على شرعيتها من عدمه ليس مسؤولية السودانيين بل مسؤولية (الأسرة الدولية)- طبعاً دا إسم الدلع. وبالفعل أصدرت هذه الأسرة الدولية حكمها (المجوبك) وتمّ التجوبيك عن عمد لزوم (عصا نائمة وعصا قائمة)؛ فسيادة الجنرال برايمر- آسف أقصد غرايشن- قال بملء فيه: (نحنا عارفينها مزوّرة وكل حاجة ولكن نحنا دايرنّها كدا لزوم استقلال جنوب السودان في يناير2011م)، والجماعة قالوا حايستوضحوه (لا بالله !!!) وبقرار من ذات الخارج (الأسرة الدولية) سوف يتجمّد كل شيء في السودان، لا بل سوف يحبس السودان أنفاسه إلى أن تصل نيفاشا محطتها الأخيرة وهي الاستفتاء على تقرير المصير؛ وكل هذه الإشكالات الصغيرة من تكوين لمفوضية الاستفتاء، ومفوضية أبيي، وترسيم الحدود، لا بل وسوق مواسير(بالمناسبة ساعة كتابة هذا المقال الجنرال غرايشن موجود في الفاشر… اسحاق فضل الله قال إنه لم يذهب لجوبا لأنها ليست آمنة، ولكن نحن نظن أن الرجل مشى يشوف حكاية سوق المواسير دي)، المهم في الأمر أن كل هذه الإشكالات التي سوف تظهر سوف يتم تجاوزها لكي يصل قطار نيفاشا محطته الأخيرة. هذا القطار وضح الآن أن التحكّم فيه يتم بنسبة مائة في المائة من حيث القضيب الذي يسير عليه، ومن حيث القيادة التي تقوده، والجازولين الذي يحرّكه، وإن شاء الله سوف يصل محطته في يناير 2011م؛ أمّا كيف ستكون النهاية وحدة أم إنفصالاً فهذا لايُسأل عنه المواطن الجنوبي أو الشمالي (تذكّروا هنا صناديق الانتخابات) بل يُسأل عنه (أهل القطَر) أي الأسرة الدولية وأهل نيفاشا الذين حكموا على الانتخابات، ولن يبق لنا نحن السودانيين إلاّ أن نغني مع زنقار(مِنْ بفْ نفَسَك يالقطار ورزيم صدرك دمعي سال وين الحبيب إنت شلتو جيبو يالقطار)… لكن للأسف لن (يجيبو). إذن ياجماعة الخير سوف نظل ( نلِتْ ونعجِن) و(نكورك ليكم ماتجو ونجيكم تكوركو) ولكن في النهاية القرار ليس بأيدينا، فالمُعِد والمُخرِج هم الآخرون أمّا نحن السودانيين فليس لنا إلاّ التمثيل. الذين يريدون الوحدة يجب أن لا تكون وجهتهم المواطن الجنوبي صاحب الحق في الاقتراع، حتى ولو رحل كل الشمال للجنوب ليحضّه على التصويت للوحدة، أو أقام الطيب مصطفى في الجنوب من أجل الانفصال (برضو مافي فائدة)، فالقرار عند الجماعة. نعم، يمكن للحكّام في الجنوب والشمال أن يتناقشوا مع الجماعة ويأخذوا ويردّوا معهم ولكن في النهاية القرار قرارهم بينما نحن (أسياد الوجعة) فقط وفي انتظار (الحرجل). وللحديث بقية إن شاء الله.
صحيفة التيار – حاطب ليل -10/5/2010
aalbony@yahoo.com
شكلك حا تلقط ورق بعد نهايه السنه دي
😎
وذيك كثير من السودانييين
أنت يا دكتور البوني مش عندنا مثل بقول ( الجمل ما بشوف عوجة رقبتو ) ؟ وكمان عندنا واحد تاني بقول ( الفي البر عوام )؟! طيب نحن ( شمال علي جنوب ) ما شايفين العوجة دي وكنا في نص الغابة ,أقصد البحر والجماعة ديلك جو أجاويد عشان لا عليهم عوجة ولا غرقانين ! والحكاية في النهاية جودية ! أت يا أخوي الزعل والشنيفة في شنو ؟! .. أها مسكوكم أضنين مرفعينكم ( قطركم ) !
بالمناسبة يا البوني موضوع (يناير ) دا جا صدفة ؟! ولا أغنية وردي تنقسم زي البترول ؟ ! أحسن تكون أستيريو !! ( أول يناير يوماً جاد .. في بلدنا نحن بقينا أسياد ) .. أقتسام الثقافة !
تصور جاني أحساس أنو الأغنية دي الشئ الوحيد الممكن نقول أرث مشترك ! دا أذا ما سوولا نيفاشا تو ! !
حكاية غريبة ! , يعني برضو شهادة التسنين في الجنوب تطلع بيناير وعلى كدة مافي داعي لتعديل الشهادات .
التاريخ كان واقف أربعة وخمسين سنة !! بس ما يطلع فيها 19/12. !!!