جعفر عباس
كلام حول نهاية العام – 2
ولدي هذا ليس مستهبلا ولم يفبرك تلك الحكاية ليغطي على فشل أو رسوب متوقع في ورقة ما من أوراق الامتحانات، فمن عادته أن يخرج من بعض الامتحانات ويتصل بي على الفور هاتفيا ليقول: الامتحان كان كارثة.. والنتيجة المؤكدة دون الزفت بقليل، ذلك أنني عملت على برمجته مثل بقية إخوته على عدم البكاء على اللبن المسكوب.. كثيرا ما استعد أحد عيالي لامتحان ما جيدا ثم تأتي رياح الأسئلة بما لا تشتهي سفنه.. يحصل في كل العائلات، وفي كرة القدم قد يخسر المباراة الفريق الذي يملك كل المهارات ولم يستهتر بالخصم، وفي مثل هذه الحالات فإن ما غرسته في عقولهم هو: لا تعاقب نفسك على أمر لا يمكن استدراكه.. الامتحان انتهى و”خلص”، ولن يغير الحزن أو الغضب النتيجة التي ستحصل عليها والمطلوب منك ان ترمي الامتحان الذي انقضى وراء ظهرك وتركز على الامتحان التالي.
في السنة النهائية في جامعة الخرطوم، وخلال امتحان مصيري سقطت زميلة لي أرضا بعد “إصابتها بلفة رأس” بمجرد إطلاعها على ورقة الأسئلة، كنت اعرف أنها شاطرة ومجتهدة، ولكنها “خوافة”، وعندما تم استدعاء الاسعاف قلت للمراقب إنني سأرافقها الى العيادة فسمح لي بذلك ووعد بمنحي فترة إضافية لإكمال الامتحان.. وداخل سيارة الاسعاف وجدت المسعف قد نجح في إيقاظها فطلبت منه عدم التحرك، وجلست الى زميلتي وقلت لها: هناك كذا سؤال اختياري حول كذا وكذا والسؤال الاجباري.. وقبل أن أكمل جملتي صاحت: سؤال الزفت الاجباري هذا لا أفقه عنه شيئا.. وبهدوء صرت أحدثها عن عناصر الإجابة وخلال أقل من عشر دقائق كانت قد استعادت ثقتها بنفسها واطمأنت إلى أنها تعرف تلك العناصر وأن الخوف وحده هو الذي جعل المعلومات تطير من رأسها فارتبكت كهرباء دماغها وسقطت مغمى عليها.
والشاهد هو أن هناك بلايين البشر أحياء وسعداء بعد ان رسبوا في امتحانات المدارس وامتحانات الحياة.. قم بواجبك واستذكر دروسك وادخل قاعة الامتحانات وأنت متماسك.. ولو وجدت الاسئلة سهلة “خير وبركة” ولو وجدتها صعبة اجلس وحاول فك طلاسمها.. وإذا لم تنجح في فك الطلاسم قل بصوت مسموع: عنها من انفكت.. واستعد للامتحان التالي.. وأنا وراك بمقال آخر إن شاء الله.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
الحكاية ياستاذ انت وولدك مالكم “بتوقعوا” في البنات ديل…………….