جعفر عباس

كلام حول نهاية العام – 4

[ALIGN=CENTER]كلام حول نهاية العام – 4[/ALIGN] قلت إنني أشيل هم نهاية العام الدراسي حتى بعد أن تركت مقاعد الدراسة، لأن شبح الامتحانات يخيم على المنازل ويعيش الصغار والكبار في أجواء شديدة التوتر، والتوتر الذي يسبق الامتحانات المدرسية طبيعي، فهناك طلاب مجتهدون وأذكياء تصيبهم “سيرة” الامتحانات بالشلل الرعاش.. هناك مثل إنجليزي أعلقه قلادة حول عنقي
That which cannot be cured, must be endured
إذا كان هناك أمر يستعصي على المعالجة فلابد من تحمله،.. مثلا أعاني من انزلاق غضروفي في أسفل الظهر منذ أكثر من عشرين سنة ولا تمر علي ثانية واحدة من دون أن أشعر بالألم، وتخيل حال أفراد أسرتي وزملائي في العمل لو ظللت أشكو من الآلام طوال تلك المدة.. حتى المسكنات توقفت عن تناولها فصار ظهري يوجعني ويؤلمني إلى أن يتعب هو (أي ظهري).. بمعنى انني صرت أطنش الألم.. بمعنى أنني توقفت حتى عن الشكوى من الألم بيني وبين نفسي، مع تفادي أي حركة قد تؤدي الى زيادة الألم، حتى لا أصل إلى مرحلة “لازم تعمل عملية”، ومع كامل احترامي للجراحين فإنني لن أسمح لهم العبث بسلسلتي الفقرية! والمثل الانجليزي البليغ هذا لا يتعلق فقط بالمرض، بل المقصود منه أن على الانسان تحمل الأمر الذي لا فرار منه، والامتحانات لا مهرب منها وبالتالي فإن التوتر والخوف والقلق لن يمنعا “حدوثها”، أي سواء توترت أو انفجرت فإن الامتحانات قائمة.. وخير لك ان تخوضها بثبات.. أقول هذا وقد رأيت كطالب ثم معلم، طلابا يفقدون السيطرة على مثاناتهم داخل قاعات الامتحانات، وبعد ان “يسووها” يصعب عليهم بعدها الاستمرار في الدراسة لما سيتخللها من سخرية الزملاء.. وذات امتحان سألني طالب كان مقعده يجاور مقعدي: ورقتك برضو يطلع منها دخان؟ قلت له: نعم بس نفخت عليها شوية واختفى الدخان! وظل ينفخ في ورقته وهو يصيح: كلما أنفخ الدخان يزيد.. وتدخل أحد المراقبين وقاده خارج القاعة لبعض الوقت ويبدو أنه قال له كلاما طيبا لأن زميلي عاد وأجاب عن الأسئلة من دون ان تحترق أصابعه.
ومن أسلحة دمار الأعصاب الشامل خلال الامتحانات، التساؤل والتشاور حول الأجوبة بعد كل امتحان!! هذا أمر عائده الوحيد “بوظان” الأعصاب، فقد تجد أن اثنين من زملائك قدموا إجابة تختلف عن أجابتك لسؤال معين فتصاب بالإحباط بينما قد يكون كلاهما على خطأ وأنت على صواب!! ثم ما جدوى التساؤل عن أجوبة الامتحان بعد انتهائه؟ هنا أيضا مقولة لشكسبير تعجبني كثيرا: what is done cannot be undone اللي حصل حصل ولا يمكنك منع حدوث ما حصل سلفا، لا تنظر خلال الامتحانات الى الخلف بل الى متطلبات الامتحان التالي، لا تسأل زميلا عن إجابة سؤال معين ولا تجب على أي سؤال يتعلق بالأجوبة التي دونتها في ورقة الامتحان: يا فلان، كيف أجبت على السؤال رقم 3؟ الرد: مش شغلك وما يخصك!
ولتخفيف التوتر عنكم أروي لكم خدعة ذكية قام بها طالب عراقي كان يزامل ولدي في جامعة بنيوزيلندا، فقد انتهى الوقت المخصص للامتحان وصاح المراقب: بنز داون.. ضعوا الأقلام، ولكن صاحبنا واصل الكتابة والمراقب يهدده بالعقاب الشديد، وبعد نحو اربعين دقيقة من انتهاء وقت الامتحان توجه الطالب العراقي الى المراقب واعتذر له ثم سأله: هل تعرفني؟ فأجاب المراقب بالنفي، هنا حشر الطالب ورقة الإجابة الخاصة به في قلب كومة الأوراق التي قدمها زملاؤه وخرج مبتسما.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

تعليق واحد

  1. ياابو الجعافر انت ظريف وانا متابعك من ماكنت فى المشاهد اللندنية يعنى من حوالى عشرة سنين تقريبا وانا بستمتع جدا بمقالاتك
    لكن شكلك المرة دى زودتها موية شوية صح ….
    القصة الاخيرة دى موجودة على اليوتيوب من بدرى يااااخ
    والله اعلم يمكن تكون حصلت مع ولدك برضو
    😉