تحقيقات وتقارير

«السدود».. موسم الهجرة إلى الجنوب

[ALIGN=JUSTIFY]أوضحت دراسة قامت بها إحدى الشركات الإيطالية للعام 1983م لصالح حكومة السودان إمكانية إنشاء نحو (7) سدود في جنوب البلاد منها أربعة كبرى على نهر الجبل وثلاثة أخرى صغيرة على أنهر فرعية لتوفير الطاقة الكهربائية ومياه الشرب. وحددت الدراسة تكلفة إنشاء هذه السدود بنحو (683) مليون دولار.
وقد فازت شركة (سينوهيدرو) الصينية وشركات أخرى لتقوم بالدراسات لهذه المشاريع الكبرى.
وكان أول عهد الجنوب بالسدود هو العام 1955م عندما تم تشييد زان بمريدي بغرض تخزين مياه الشرب لمدينة مريدي، وتم مع إنشائه محطة لسحب المياه من بحيرة الخزان لمعالجتها والضخ منها من بعد لمدينة مريدي. ولكن دمرت الحرب أجهزة المحطة وخطوط المياه.
وفي العام 1983م حددت الشركة الإيطالية التي أوكلت لها دراسة إنشاء سدود بالجنوب أربعة مواقع لبناء أربعة سدود كبيرة على بحر الجبل الى جانب ثلاثة سدود صغيرة في بعض المساقط المائية بالقرب من واو وتوريت، والسدود الكبرى هي سد (فولا) ويقع شمال نمولي بحوالى (34) كلم، وسد (شوكلي) ويقع شمال نمولي أيضاً بحوالى (48) كلم. وسد (لاكي) ويقع شمال نمولي بحوالى (72) كلم، وسد (بادين) ويقع شمال نمولي بـ (148) كلم، ويلاحظ أن السدود الأربعة تقع في منطقة طولها نحو (114) كلم فقط.
أما السدود الصغيرة فقد أوضحت الدراسات الأولية أن هناك مواقع رئيسية على أنهر فرعية تصلح لأن تكون مواقع لسدود صغيرة وهي (قنطرة جوبا) وتقع جنوب جوبا بحوالى (5) كيلومترات في منطقة (لولوقو)، وسد (سِوي) -بكسر السين- ويقع غرب مدينة واو بحوالى (5) كيلومترات، ويسهم هذا السد بمد مدينة واو وما جاورها بالكهرباء ومياه الشرب، وسد (كنيتي) ويقع على مجرى كنيتي عند مدينة توريت.
وتنتج هذه السدود الثلاثة نحو(124) ميقاواط، (90) منها من سد (لولوقو) و(30) من سد (سِوي) و(4) من سد كنيتي.
وقد وضعت خطة تنفيذ هذه السدود على ثلاث مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى عقد أعمال المساحة الأرضية والتصوير الجوي وإنتاج الخرائط والمسح المائي لمجرى النهر وتنفذه شركة (IGN/FIT) بمبلغ (10) ملايين دولار. وعقد صيانة وإعادة تشغيل خزان مريدي وشبكة توزيع المياه بالمدينة وضواحيها بمبلغ (4) ملايين جنيه. ويشمل عقداً آخر للإشراف على التنفيذ بواسطة هيئة مياه المدن وتبلغ التكلفة الكلية للمرحلة الأولى من هذه المشروعات حوالى (23) مليون دولار بينما تشمل المرحلة الثانية عقد تصميم السدود الأربعة الكبرى في فولا وشوكلي ولاكي وبادين بمبلغ (25) مليون دولار.
وتكلف الفحوصات الجيوفيزيائية والاختبارات المعملية وتصوير الأعماق بأحدث التقنيات مبلغ (10) ملايين دولار، إضافة للدراسات الاجتماعية والبيئية بقيمة (5) ملايين دولار، لتكون تكلفة المرحلة الثانية حوالى (60) مليون دولار.
أما المرحلة الثالثة فتشمل تنفيذ إنشاءات مشروعات السدود في جوبا، وتوريت، وواو بمبلغ (600) مليون دولار.
وفي حديث لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه في يوليو الماضي بسد مروي أبان انعقاد ملتقى ولاة الولايات حول أجندة النمو الاقتصاد دعا لتنفيذ (9) سدود في الجنوب يمكن أن تولد (0450) ميقاواط تعادل ضعف ماينتج الآن من كهرباء في السودان البالغ (1200) ميقاواط الى جانب ما سينتجه سد مروي والبالغ (1250) ميقاواط.
وفي هذا السياق دعا أسامة عبد الله رئيس تنفيذ وحدة السدود البنك الدولي للمساهمة في تمويل هذه السدود حتى يستفيد السودان من الدعم الدولي. وقال في ذات الملتقى سوف نبدأ في التنفيذ بتمويل ذاتي كما بدأنا في سد مروي الحلم الذي أصبح واقعاً.
واليوم يدشن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بداية العمل في (4) سدود بالجنوب في احتفال جماهيري حاشد بحضور سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب إيذاناً بانتقال سيقان التنمية جنوباً.
وتشير «الرأي العام» الى أن تشييد هذه السدود سيوفر طاقة كهربائية رخيصة ونظيفة لاسيما أن الطاقة هي إحدى البنيات الأساسية المهمة للتنمية حيث تنعدم مصادر الطاقة في الجنوب رغم أنه غني بالمساقط المائية والثروات الطبيعية المقدرة.
الوليد خليفة:الراي العام [/ALIGN]