بيننا وبين الحاكم

[ALIGN=CENTER]بيننا وبين الحاكم..!! [/ALIGN] * مهما كان الحاكم ظالماً وفاسداً ودموياً، فالعنف ليس هو ــ ولا يجوز أن يكون هو ــ الوسيلة لإزاحته عن الحكم أو تحقيق المطالب أو استعادة الحقوق المغتصبة، لأن العنف لا يولد إلا العنف، والدماء التي تهدر بسبب العنف، سواء من هذا الطرف أو ذاك، هي دماء سودانية عزيزة وغالية علينا، والبلد التي ستخرب هي بلدنا، وهي أمانة في أيدينا يجب أن نحميها ونسلمها سالمة وسليمة للأجيال القادمة، والمواطنون الذين سيعانون ويتشردون ويهانون هم أهل كرام لنا مهما اختلفنا مع بعضهم في الفكر والرأي والرؤية!!
* من هذا المنطق البسيط، يجب أن نجتهد كلنا لنبذ العنف وإقصائه عن حياتنا حتى لو كان الطرف الذى يختلف معنا يمارس ضدنا أبشع أنواع العنف، ويذيقنا أسوأ أنواع الحرمان، ويحرمنا من كل حقوقنا، وينهب ثرواتنا ويغتصب اللقمة من أفواه صغارنا، فللدنيا رب واحد هو الله الواحد الأحد الصمد ــ وليس العبد الذليل مهما تطاول فى البنيان وامتلك من سلطة ومال وصولجان!! رب يمهل ولا يهمل.. ولا يترك ظالماً بلا حساب ولا ينسى مظلوماً بلا إنصاف.. (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم، لهذا فإننا مطمئنون وواثقون أن الحق سيعود يوماً لأصحابه مهما طال الزمن أو قصر!!
* ولكن ليس معنى هذا أن نسكت عن الدفاع عن أنفسنا واستعادة حقوقنا والذود عن كرامتنا، بل على العكس تماماً.. يجب أن نستميت في دفاعنا استماتة من يدافع عن شرفه، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وإن لم نفعل، تساوينا مع الظالم ويسرنا له الظلم وساعدناه على المعصية، واشتركنا معه في الجريمة وكنا عند الله أضل وأسوأ وأتعس مصيراً.. كنا (شيطاناً أخرس)، ويا ويلنا إذا كان هذا هو المصير الذى ينتظرنا!!
* بيننا وبين كل ظالم فاسد باغ طاغية الكثير من الوسائل السلمية المشروعة للدفاع عن أنفسنا وحماية حقوقنا.. على رأسها كلمة الحق باختلاف وسائلها ومنابرها.. وأولهما القلم والصحافة!!
* ولدينا حق المقاطعة والتظلم والتقاضي والتجمع والتجمهر والتظاهر السلمي والإضراب والعصيان المدني وكل ما كفلته لنا المواثيق والأعراف الدولية.. والدستور السوداني، ولن نألو جهداً بإذن الله في استخدام كل هذه الوسائل المشروعة والسلمية لحماية أنفسنا وحقوقنا مهما كلفنا ذلك من آلام و تضحيات!!
* إذا رأينا منهم صواباً أيدناه وباركناه.. وإذا رأينا فساداً كشفناه وعريناه.. وإذا رأينا اعوجاجاً عملنا على تقويمه.. وإذا رأينا ظلماً اجتهدنا لإزالته بكل الوسائل المشروعة إن شاء الله الكريم القوي العزيز، ولن نخشى في الحق لومة لائم.. والله على ما أقول وكيل

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

17مايو 2010

Exit mobile version