فدوى موسى

مذكرات البشير

[ALIGN=CENTER]مذكرات البشير [/ALIGN] عشرون عاماً ونيف.. والبلاد تضج وتمور بالأحداث السودانية الخالصة وغير المسبوقة.. أعداد من الأحزاب من المنظمات.. من القرارات.. من القوانين.. من التطبيقات من التدخلات الخارجية.. سلسلة من الأزمات.. جنوباً.. غرباً.. شرقاً.. وملمة في الوسط والشمال ما بين تحركات التنمية واضمحلال بعضها.. مشاريع كبرى.. أقلام وجدل الحريات .. وأخذ البعض بتلابيب البعض.. نوازع قبلية.. اتهامات داخلية وخارجية.. ومحاكمة جنائية تلاحق قمة البلاد.. رئيس الجمهورية.. حكاوى وقصص عن الهجرة والنزوح.. أناس هجروا البلاد ومخروا العباب وتركوا ذخيرة العمر.. انجازات وطرق.. بترول.. أموال طائلة.. عمران شاهق.. اسماء تلمع وأخرى تخبو.. وجوه تظهر ووجوه تمارس الاختباء.. شخصيات تدخل القصر وأخرى تخرج.. تغييرات اجتماعية كبيرة.. خلفيات كثيرة تمارس مبدأ القاعدة والارتكاز.. زخم من الأحداث التي تحتاج أن تقرأ وتكتب من زوايا أخرى غير التي ألفناها أو اعتدنا عليها.. لأنها لم تكتب من صاحب المسؤولية المباشرة.. لماذا لا نقرأ مذكرات عشرين عاماً من حكم هذا السودان وبيد «البشير» الذي لن تفوت على فطنته أهمية هذه «المذكرات».. التي تحكي عن كيف يرى ويتداول القائد مع واقع صاخب وضاجّ بالحدث الفرح والحزن الألم والسعد.. فالحياة السودانية حياة «شفهية» نسمعها على ألسن الكبار حسب ميولهم وآرائهم.. فهل قلب «البشير» الطاولة على «المشفاهة» وكتب مذكراته صريحة وجريئة كما عهدنا طريقته..

ü حزن البلوتوث

على أعتاب ذلك المسجد الحديث والمصليات يختتمن صلاتهن في الطابق العلوي.. وصلاة على جنازة تقام في الطابق السفلي والحزن يعتصر القلب.. والجو يعبق بالحزن.. ما اعظم الإحساس بالضعف والهوان.. عندما تسود لغة الموت.. وتلقّي الفاتحة يصبح السلوى الوحيدة.. ويرفع النعش ويتراءى جثمان الراحل دليلاً على أن التعداد قد نقص فرداً كان غالياً على أهله.. وتجتر الذاكرة ما مضى وما سيأتي وكيف يمضي الفرد إلى نهايته المحتومة.. فتتحرك لواعج الحزن الدفين وقد يسأل الفرد نفسه كيف تكون لحظات وداعه.. هل سيسهل على حامليه رفع بدنه الثقيل أم أن آخر أيامه ستمتص الدهون المتراكمة و «تفشفش» أثقالها العصيبة؟؟ وهل سوف يتسع القبر للرقاد الأبدي الذي هو الحتمية.. في هذا الجو المشحون.. تعالت الأصوات أسفل وأعلى طابقي المسجد «الله اكبر.. الله أكبر.. لا اله إلا الله».. وخرج بالنعش صوب النهاية.. ودون سابق تواصل تتقدم أحد المصليات صوب الأخرى إعجاباً بصوت «رنة جوالها» فتسألها ببراءة يا أخت عندك بلوتوث.. والله النغمة عجبتني.. لتستغرب الأخرى في دواخلها قائلة «سبحان الله.. نغمة الديك.. بتعجب قدر دا».. وفي هذا التوقيت زماناً ومكاناً.

ü آخر الكلام:-

وثقوا اللحظات.. الأيام.. السنين.. مظلمة ومقمرة على أساس البدر أو القمر اربعتاشر.. لتقرأ الاجيال التجارب لتتعظ أو تعتبر أو تحزن حتى ولو على شاكلة حزن البلوتوث.

سياج – آخر لحظة – 1358
fadwamusa8@hotmail.com