فدوى موسى

الخواجة قال كلمته!


[ALIGN=CENTER]الخواجة قال كلمته! [/ALIGN] دائماً ما يعتقد المثقّف السوداني في طلة الخواجة البهية.. فإنْ لم يطلّ حضوراً، شحماً ولحماً، فإنّ كلماته تخترق العبارات والألفاظ، فلسفة وتطعيم واجب.. وما أن يجلس بعض من المثقفاتية السودانيين إلى الخواجة إلاّ وتنفتح أمامهم عقدة «الكبكبة» الزائدة والاستعراض الزائد، كأنما المطلوب إثبات أنّك قدر فهم الخواجة، وفيما يبدو أن الخواجة «أياً كان» يختزن في ذكراته أفكاراً عن هذه «الكبكبة» ويحق له أن يطرق، ويسرح بعيداً مع هؤلاء.. مما يزيد يقينه بأنهم لا يستحقون كل هذه الموارد الطبيعية؛ لأنهم لا يحسنون الاستغلال، يتركون العمل الجادّ، وينغمسون في التفاصيل المتفرعة.. لذا دائماً ما يجد الفرصة ليقول فيهم كلمته، والتي، شاءوا أم رفضوا، تمضي فيهم.

* الترابي على أعتاب الثمانين:

لا شخصية عامة تثير الجدل بصورة دائمة مثلما تفعل شخصية «شيخ حسن».. الذي يحمل في تسفاره نحو الثمانين أرتالاً من الجدل الفكري والسياسي.. ولأن الأحداث تترى في خضم الحالة العامة للبلد.. نريد الشفافية والوضوح حول ملابسات اعتقاله الأخيرة.. فترك الأمر على عواهنه يفتح باباً من الظنون والحكومة تدشن مرحلة جديدة، بعد اكتسابها للشرعية الانتخابية.. فهل أعملت الأجهزة الأمنية التبريرات الواضحة، التي تشفع بها عند الشعب السودانيّ، الذي، مهما اختلف مع الشيخ، يقدّر أنه رجل على أعتاب الثمانين.. فهل من إعمال للعدالة..

* الأجانب الآخرون

غير الخواجات.. تحفل البلاد بأعداد كبيرة من «خواجات السمرة والزرقة» وهؤلاء يأتون إلينا، مضطرين وعشمانين في منافذ للعالم الأعلى، فيجعلون من محطتهم عندنا كل الاستغلال واللامبالاة.. والمصيبة أنّهم يتوافدون بلا حسيب ولا رقيب.. ويبدو أن حنية أهل البلد الزائدة هي التي تجعلهم ينفذون في الأحياء والأطراف وقلب الحضر.. فيصير بعضهم معولاً داخل الأسر التي تعتمد في تربية أبنائها على الخادمات الوافدات.. حيث تجيء الواحدة منهم، وهي تحمل أرتالاً من المواجع والأسى، وربّما «تفشّ غبينة الغربة» في هؤلاء الأطفال.. أعيدوا النظر فيما تقوله أوضاع هؤلاء، بالقدر الذي يحفظ كرامتهم وكرامتنا.

* مرت من هنا

أشياء كثيرة تمرّ من هنا.. قد يجد فيها بعض المحظوظين ضالّتهم.. وقد يفقد فيها بعضهم بعض الحق.. وذلك أنّ عامل الزمن يسرب بعض الأحداث.. من بين «فتحات الرقراقات».. وكما يمرّ برنامج الشروق للبعض لترسو جوائزه عند الآخرين لتنبس شفاههم دهشة: «مرت من هنا».. فهل عبقرية الآخرين هي التي تجعلهم يعرفون التوقيت المناسب لقنص الفرص.. قالوا لهم: «هبّت رياحكم فاغتنموها..» فعقد أحدهم حاجب الدهشة، سائلاً: «رياحنا ياتا؟» فبدأوا له الشرح، فتلاقت حواجب الدهشة لحالة الاقتران.. وسبحان من جعل البعض يدرك أكثر من الآخرين.

* آخر الكلام..

يقول من يقول كلمته.. ويبقى اغتنام الفرص لمن يعرفون «كيف مرّت الفرص من هنا؟»

سياج – آخر لحظة – 1359
fadwamusa8@hotmail.com