جعفر عباس
تحذير من الحب الإلكتروني
مقال اليوم ليس محاولة للتنكيد عليكم، بل جرس أقرعه لجيل الشباب، والفتيات خاصة.. الشابة التونسية تعرفت على من تزوجت به وفعل بها ما فعل في ليلة الدخلة عبر الانترنت، كان هو تونسيا يعيش في ألمانيا ومارسا التشتشة (استخدام التشات/ الدردشة) فترة طويلة وأوهمها بأنه الحبيب المنتظر، وصدقت هي أنه فعلا يحبها.. نتوقف عند هذه النقطة قليلا يا شباب ويا شابات: كيف يمكن ان تحب شخصا كل ما تعرفه عنه هو ما يقوله هو عن نفسه كتابة او نطقا عبر الأسلاك أو بدون أسلاك؟ كيف تفترض انك تحب شخصا لأنه ترك انطباعا طيبا في نفسك خلال المكالمات الهاتفية أو المراسلات الالكترونية؟ الانجذاب الذي يحدث في مثل هذه الحالات يسمى استلطافا وليس حبا بأي حال من الأحوال، وحتى لو أحسست بالحب تجاه شخص ما لم تلتق به ولكن حادثته عبر الهاتف والانترنت فمن الغباء افتراض ان مثل هذا الحب يجب او ينبغي ان ينتهي بالزواج، هب أنني جعفر عباس شبكت في بنت عمرها 17 سنة وصرت أتونس معها هاتفيا أو بالمسنجر، وطلبت مني أن أكلمها عن نفسي!! ماذا لو قلت لها: لوني برونزي وأنفي حجازي وشعري حرير طبيعي واسم الدلع الذي يطلقه علي أصدقائي هو جافر حسني وبعضهم يسميني مهند التركي.. ومع استمرار موال الغزل الالكتروني ستطلب صورتي وأبعث لها بالصورة التي التقطها لي مصور محترف يوم حفل التخريج من الجامعة.. وشيئا فشيئا نتبادل أرقام الهواتف، وتبدأ الونسة في ساعات متأخرة من الليل.. أبادلها الكلام بطريقة محسوبة ومدروسة، وأنثر هنا وهناك كلمات مثل: صوتك يجعلني أحس بالاسترخاء ويهدهدني.. واصلي الوشوشة حتى أنام على صوتك.. وقد تكتشف حقيقتي لاحقا وترى صورتي الحقيقة وتسألني بالتحديد: شعر حرير أم وبر بعير؟.. بسيطة: خلال زيارة لي لجزر البهاما لفتح حساب بنكي جديد دخل لص مسلح غرفتي وتحت تهديد المسدس سرق مني 47 ألف دولار وهرب وشاب شعر رأسي من هول التجربة
بعد دخولنا الحياة العملية بقليل، حكى صديق كيف أن الهاتف رن في نحو الثانية صباحا أثناء عيشه في بيت للعزاب، ورد على المكالمة وهو مستاء ومنزعج فجاءه صوت نسائي رقيق.. المهم.. كانت النمرة غلط ومن باب تخفيف الحرج عليها قال لها: يا بنت الناس.. نامي الآن والمكالمات ملحوقة باكر.. فصارت تشكو له هجر الحبيب.. واستمرت المكالمة زهاء الساعتين ثم صارت المكالمات روتينا يوميا حتى أحس كلاهما بأن الآخر هو الحبيب المنتظر، وتواعدا ذات يوم على اللقاء ووصف كل واحد منهما الملابس التي سيرتديها للمناسبة التاريخية وقبل الموعد المحدد بنصف ساعة كان صاحبي العاشق الأثيري يقف في مكان الموعد ثم توقفت سيارة تاكسي ونزلت منها فتاة ترتدي الملابس المتفق عليها هاتفيا.. اترك الكلام لصديقي: نظرت اليها بتمعن وأدركت أنني في خطر.. كانت في شكل وحجم وحيد القرن وتحركت مبتعدا عنها بخطى سريعة وسمعتها تنادي علي “بالاسم”، فتحولت الى بطل أولمبي وقطعت نحو خمسة كيلومترات خلال عشر ثوان سالكا طرقا جانبية وأزقة.
في كل يوم ضحية جديدة للحب الذي يتم عبر فيسبوك والمسنجر والتلفون.. ولكن كيف تسمي إعجابك بصوت شخص ما أو اسلوبه في الكتابة حبا.. الحب الصحيح لا يكون إلا بالرؤية والتلاقي.. والتلاقي الحقيقي هو تلاقي الأمزجة والعقول والميول.. فاحذروا الحب الالكتروني فقد تصبح ضحية وحيد القرن كما صاحبي الدون جوان الفاشل.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
لايصح الاالصحيح***** *لكن يا استاذ جعفر انت يعني كنت وجيه ايام الجامعة ما اظن اتخيل لي ياهو نفس الشكل بس الاختلاف في الشيب يكون صلحك شوية
اخي الكريم
طبعا لايفوتني ان اشكرك علي كتابتك الشيقة ورغم اني اقرأ لك دوما فاول مرة اعلق علي مواضيعك وما لفتني للتعليق هو موضوع التشتشه كما تسميها والفيس بوك والظاهرة الخطيرة بدت تتفشي بين شبابنا اليوم وفى مرة خاطرت ودخلت علي الفيس بوك فوجدت كل السودان هناك فرجائي اخي جعفر ان تكتب كثيرا فى هذا الموضوع الخطير فانا اخاف كثيرا علي شباب وطني العزيز فى الانجراف فى هذه الحفرة وترك مقاعد الدارسة .