زهير السراج

لا.. وديشليون لا..!!

[ALIGN=CENTER]لا.. وديشليون لا..!! [/ALIGN] * بنفس القدر الذي أرفض به العنف الحكومي أو الرسمي بكل اشكاله وانماطه وأدينه بشدة، فإنني ارفض وأدين كل أشكال وانماط العنف الأخرى، سواء من الافراد أم الجماعات، مهما كانت عدالة القضية التى يتبنونها، وقد ظل هذا منهجي وديدني منذ أن وعيت بالدنيا وقبلت حمل الامانة التي أبت السموات والارض والجبال أن يحملنها وحملها الانسان الظلوم الجهول!!
* وصل إلى بريدي الالكتروني (ضمن مجموعة كبيرة من الصحفيين والصحفيات) بيان ممن أسمى أو اسموا أنفسهم (أولياء دم ضحايا الإبادة في دارفور) ازعجني واقض مضجعي واخافني على مستقبل ومصير اهلي وبلدي، يحرض على أخذ الثأر ممن ارتكبوا جرائم في دارفور والقصاص منهم ــ حسب لغة البيان، ويسمى بعض الاشخاص والشخصيات بلغ عددهم (21) شخصا وشخصية عامة!!
* ويجتزئ البيان للاسف الشديد بعض آيات القرآن الكريم من سياقها التاريخي والموضوعي والقيمي مستندا عليها في تحريضه لاهل دارفور لأخذ الثأر والقصاص ونشر العنف والفوضى وسفك الدماء والخراب، وتحقيق المآرب والأجندة الشريرة ــ كما اعتاد البعض أن يفعل ــ في افتراء واضح وصريح على الهدف السامي لكلام الله الكريم الذي أنزله هدى ورحمة للعالمين..!!
* هذا البيان لا يحمل في كلماته ومعانيه الجوفاء سوى الدعوة للاحتراب وإغراق البلاد في مستنقع آسن من الدماء ولا يقدم حلا لقضية دارفور ولا يحقق عدلا لمظلوم بل على العكس تماما.. فهو يطيح بالقضية العادلة ويزيد عذاب وشقاء ومعاناة الذين فقدوا الاهل والوطن والاستقرار وتشردوا بين معسكرات النزوح واللجوء بلا جريرة او ذنب، فهل نزيد شقاءهم ونفاقم عذابهم أم نضمد جراحهم ونواسيهم ونجتهد لرفع الظلم عنهم بما يرضى الله ويحقق الامن والاستقرار للوطن والمواطنين؟!.
* لا شك أن لدى اهل دارفور قضية عادلة جدا وكل من ينفي ذلك أو ينكره فهو مخادع، وأحمد الله بأنني كنت أحد القلائل الذين تصدوا بالقلم ــ وما زلت ــ للدفاع عن هذه القضية العادلة عندما كان مجرد التلميح بها خيانة وجريمة كبرى في نظر البعض، ولقد كنت من أوائل الصحفيين الذين زاروا دارفور وشاهدوا المأساة على الطبيعة والتقوا بأسر الضحايا في كل ولايات دارفور وكتبت مئات المقالات كاشفا الحقائق ومدافعا عن المظلومين ومطالبا بإنصافهم، وما زلت، ولكنني ارفض رفضا مطلقا أن تنحرف القضية إلى ثأر وسفك دماء وخراب..!!
* مهما كان احساسنا بالظلم تجاه حكومتنا او من يتولى امرنا، فإن ذلك لا يبيح لنا أن نأخذ القانون بيدنا ونفعل ما نشاء، فإن ذلك هو الفساد بعينه، وأفضل ديشيليون مرة أن نذهب إلى الله مظلومين من أن نذهب وفي صحيفتنا ذرة ظلم صغيرة لأحد.. ويجب ألا ننسى أن عين الله لا تغفل ولا تنام.. وحتما ستأتي لحظة الحساب ولو في يوم الحساب!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

25مايو 2010

تعليق واحد

  1. وهل كنت تتوقع اخي زهير الا تتطور هذه المشكلة لتصل الى ما هو أسوأ من هذا السيناريو ؟؟
    نحن لسنا استثناءا من قاعدة البشر والمسلمين ولسنا اكثر مخافة لله من غيرنا من الشعوب ..
    كنت اتوقع عاجلا ام آجلا بان الجماعات المسلحة سياتي عليها يوم تكون فيه اكثر تطرفا وفجورا في الخصومة لان طرف النزاع الآخر وهو الحكومة اكثر عنفا وتطرفا ..
    انظر الى هذه الجماعات كانت مع الحكومة حزبا واحدا في البداية ثم بدات الملاسنات والاحتجاجات من البعض وبدلا من التعامل معها بواقعية وحلحلتها وقعت المفاصلة الشهيرة .
    ثم بدات الجماعات الحرب فوضعت القلم واخذت البندقية ثم تطرفت حتى وصلت الى ام درمان وكل هذا ولا يوجد حكماء يحتوون الازمات فالحكيم غازي تروح مجهوداته ادراج الرياح اما م تطرف المتطرفين وصحافة اثارة النعرات..وبالجانب الاخر فحكماء العدل لا يكاد تبين لهم بائنة
    لو لم تتم محاصرة الشر فعليك السلام يا وطن كان اسمه السودان ..
    الحكومة الان اعطت فرصة لصقور الشعبي ليظهروا على السطح في مقابل صقور الوطني المسيطرون اصلا حيث الان كل انواع الاسلحة واساليب الفجور في الخصومة والضرب تحت الحزام مباحة ..
    والله يا دكتور زهير نحتاج لحملة صحفية كبيرة جدا لمحاصرة هذه المشاكل حتى لا يصبح التفكير في وحدة مع الجنوبيين نوع من الترف الفكري امام فكرة السودان الموحد شمالا وغربا ووسطا وشرقا والتي صارت هي مهددة ايضا ..