نور الدين مدني
الجبهة وإنسان الشرق
* نقول هذا ونحن نرقب بحذر ما يجري في جبهة الشرق التي خرجت من تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان معارضاً قبل توقيع إتفاقية القاهرة المقبورة لأن شيطان الخلافات بدأ يدب في أوصالها إبان انعقاد مؤتمرها بأركويت.
* نختلف أو نتفق مع جبهة الشرق أو مؤتمر البجا فإن هذا لا ينفي حرصنا على تماسك هذه الجبهة لصالح انسان الشرق الذي ظل الأكثر تهميشاً وتخلفاً وتعرضاً للثالوث القاتل الجهل والفقر والمرض، دون ان يعني هذا انكار التباينات الموجودة اصلاً التي يمكن ان تكون عنصر قوة لا عنصر تمزق.
* يكفي ماحدث وسط الحركات الدارفورية المسلحة التي تشظت وتفرق قادتها تحت مسميات وألوية مختلفة بعيداً عن قضايا وهموم انسان دارفور الذي مازال يدفع ثمن هذا التشظي المدعوم قبلياً وإقليمياً للأسف من الأقربين الذين مازلنا نحسن فيهم الظن.
* ان أسباب تفاقم الوضع في دارفور واضحة ومعروفة خاصة للحزب الغالب في الحكومة، لان يده في النار ويعرف من أين تتأجج نيران الفتنة، ولكنه يلف ويدور ويستغل حمى المبادرات الدارفورية والحزبية والاقليمية والدولية لصالح اجندته السياسية, وتحترق روما واهل روما على طريقة شمسون الحمقاء.
* من بين وسائل تمديد أمد الازمة الدارفورية وتداعياتها المأساوية هذه الانشطارات التي تضعف موقفهم التفاوضي بدلاً من ان تقويه وتجعل الأمر يستعصي على الحل السياسي السلمي الداخلي، لذلك باركنا ومازلنا نبارك الجهود المبذولة لتوحيد الحركات الدارفورية بما فيها الحركة الموقعة على ابوجا والتي اصبحت في منزلة بين المنزلتين بين السلطة والمعارضة.
* لذلك نحرص على وحدة جبهة الشرق وتماسك فصائلها المكونة لها ليس من أجل الكسب السياسي الذي حصل عليه بعض قادتها. ولكن من أجل انسان الشرق الذي باتت تهدده المجاعة اكثر مما هو عليه حاله الآن، وحسناً انتبهت جبهة الشرق لهذا الخطر وبلغت الرسالة لأولي الأمر عسى ان يتحركوا لمحاصرة نذر المجاعة ليس ايضاً من أجل كسب سياسي وإنما لأن هذه مسؤوليتهم تجاه المواطنين الذين رفعوا عنهم ايديهم بحجة الإلتزام بآليات السوق الحر والتحرير الاقتصادي الذي اسيئ استغلاله حتى من قبل القائمين بتنفيذ السياسات المالية والاقتصادية..
* لذلك لابد من تماسك جبهة الشرق من أجل انسان الشرق.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 993 – 2008-08-19 [/ALIGN]