عبد اللطيف البوني

جزيرة أم الصادق


[ALIGN=CENTER]جزيرة أم الصادق [/ALIGN] تقول الطرفة إن أحدهم كان متمسكاً بزوجته التي لم تنجب له إلا ولداً واحداً اسمه الصادق وقدر ما حاوله أهله للزواج عليها لم تنجح محاولاتهم وتعلل بعدم المقدرة على تكاليف الزواج الجديد فما كان منهم إلا أن جمعوا له مبلغاً من المال يكفي للمهمة فأعطوه له فأخذه ولكنّه تساءل قائلاً (يا جماعة القروش دي لو كان دخلناها في أم الصادق ما ممكن تتصلح ؟) نسوق حكمة هذا الرجل الذي تمسّك بقديمه لحكومة السودان التي طفقت تنفق في الأموال يمنة ويسرى في مشاريع زراعية جديدة دون راجع يذكر في الإنتاج الزراعي ماذا لو كانت انفقت هذه الأموال على مشروع الجزيرة أبو المشاريع الزراعية (أم الصادق) . نحن لسنا ضد التنمية المتوازنة ونتمنى أن يتحول كل السودان الى مشاريع زراعية ولكن يجب أن يتم ذلك بصورة علمية وبعد دراسة جدوى حقيقية فمشروع الجزيرة مشروع قائم تقدر أصوله بأكثر من مائة وخمسين مليار دولار أكرر بأكثر من مائة وخمسين مليار دولار لأن الأصول تدخل فيها الأرض والقنوات وبقية المنشآت ولا يحتاج إلا للقليل حتى تمتليء أرض السودان قمحاً ووعداً وتمني كما أنشد شاعرنا ود المكي في أكتوبرياته الرائعة الآن (اليوم العلينا دا) يفترض أن تكون الاستعدادت للموسم الزراعي العروة الصيفية قد اكتملت من تجهيز قنوات وتحديد المساحات التي يجب أن تزرع ويفترض أن تكون التقاوي قد جُهّزت ولو كنّا في زمان غير زماننا هذا لطالبنا بأن يُسلّم المزارعون سلفيات نقدية لإكمال التحضيرات الصغيرة في الغيط ولكننا للأسف لانجد إلا ما يصدر من تصريحات في الصحف ومن جهات متعددة تدعي كلها أنها المسؤولة عن المشروع والزراعة في هذه البلاد. ياجماعة الخير والله العظيم هذا المشروع ما يزال بخير ومازال عظمه سليماً ويكفي أن قطرة الماء (تتدرق ) من سنار إلى تخوم العاصمة دون مساعدة بأي رافعة وأرضه الطينية السوداء التي(تتفهق متل كبد الحقن الناواي) كما غنى الحاردلو في (قلبي المن نشوه للبنات هواي) موجودة ومزارع الجزيرة هو ذات المزارع الذي يُفضّل أن يرى الموت ولا يرى موسمه الزراعي يضيع سدى فماذا تبقى ؟ تبقى أن تلتفت الدولة لهذا المشروع الذي قتلته عمداً بالإهمال والتجاهل. قلنا من قبل إننا لسنا من أنصار نظرية المؤامرة ولكن ما نشاهده في الجزيرة اليوم من مزارع يائس واتّحاد مزارعين (لايص) ومجلس إدارة (مافي) وحكومة تصرف مليارات على الزهور في مدني يجعل الواحد لا يملك إلا أن يقول إن هذا الذي يتم بفعل فاعل لتتحول هذه الأرض الى بور بلقع وتندفن القنوات بـ(السفاية) وتذهب حصة المياه المخصصة للجزيرة (خمسة عشر مليار متر مكعب) أو بعضها مع مجرى النهر، من المفارقات أننا نجد صعوبة في الجهة التي ينبغي أن نوجه لها الحديث في أمر الجزيرة هل وزارة المالية (الممول الحكومي) هل هي وزارة الزراعة ؟ هل هي حكومة ولاية الجزيرة(صاحبة الزهور والورد) ؟ لا تقل لي مجلس إدارة مشروع الجزيرة التي (تهش ولاتنش) أو اتّحاد المزارعين(أكل المش) ولأ أقول ليكم حاجة خلاص نخليها للنهضة الزراعية (أصلها واططتنا أصبحت).

صحيفة التيار – حاطب ليل- 27/5/2010
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. يا دكتور لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادى
    مشروع الجزيرة بقى فعل ماضى خاصة مع ناس د/ المتعافى الذين لا يستجيبون الا لمن حمل السلاح على مزارعى الجزيرة المغلوبين على امرهم رفع الامر برمته الى السيد/ رئيس الجمهورية فهو الجهة الوحيدة التى يمكن اللجوء اليها وان لم يجدوا الحل عنده فعلى الجزيرة السلام.