فدوى موسى

ابراهيم زين العابدين

[ALIGN=CENTER]ابراهيم زين العابدين [/ALIGN] رحل الرجل في صمت مطبق ليس لأنه كان في المعترك وحيداً.. لكنه غادر الفانية من مكان يمثل وجهاً إنسانياً يستر عورات مجتمعية قاسية عندما يتخلى الأهل والعشيرة عمن ينتمي إليهم.. ورغم أن الرجل الراحل لم يكن نكرة فقد كان له دور واضح في الأحداث العامة ولكن الأقدار انتهت به نزيلاً بدار المسنين ومن ثم إلى الدار الآخرة في صمت رهيب يضيف لرهبة صمت الموت بعداً أسود.. فقد كان نزيلاً بالدار معانياً من السل كما قالت الصحف.. ورغم ايماننا القاطع بأن هذا الرجل من أسرة بالتأكيد لها مكانة في مجتمعها.. ولكنا نحس ان متغيرات كثيرة بدأت تجد طريقها في أوساط المجتمع السوداني أدت بالبعض للتنكر والتخلي عن الكبار المرضى.. فهل هذا الأمر..حالة محدودة أم ظاهرة عريضة الأبعاد..

صاحبوهم ما تشتغلوا معاهم

دائماً ما كان يردد مقولته المشهورة وهو على كرسي تنفيذي هام خاصة عندما يدخل عليه أحدهم ويسأله خدمة في إطار عمله وعمل رؤسائه الكبار «يا جماعة الناس الفوق ديل صاحبوهم وما تشتغلوا معاهم تب..».. ويبدو أن الحواجز التي تبنى ما بين الكبار والصغار والأصل أن الكبار «كبروا عشان يخدموا الصغار».. هذه العلاقة تشوبها أنواع المتاريس والنأي بالنفس عن تكبد التكاليف.. فالمسؤول الذي يجعل من مكتبه قلعة تستعصى على الدخول ربما أعطى اشارة لأن عمله ربما كان متنائياً عن هؤلاء أو أنه فوض الآخرين على «تنجيض العمل» على ألا يأتوا إليه الا في الضرورة القصوى.. وبين هاتين النظريتين ما عليكم إلا تنفيذ وصية ذلك التنفيذي «الشديد».. أي «صاحبوهم وما تشتغلوا معاهم».

نجاضة

بعض الصفات النسوية «إياها».. غير المحمودة لم تعد تخصها فحسب.. فقد شاركهن فيها بعض الرجال وقد كنا حتى وقت قريب.. نقول «القطيعة والفتن من صفات بعض النسوان» إلى أن جاء اليوم الذي وصم فيه بعض الرجال بأن الواحد منهم «نجاضة.. كبكابة.. كسارة تلج.. ثرثارة» والغريب في الأمر الاحتفاظ بتاء التأنيث للصفة «أياها».. فهل هناك نزوع لبعض النسوة إلى الصفات التي كانت ذكورية مثل «المرأة الرجل.. الأسد.. البلدوزر.. الضكرانة..» ويا حليك يا رجل يا نجاضة فهل انفكت تاء التأنيث من أسر الصفات غير المحمودة.

نفاق ضارب

كثيرون يطلون أمامك بوجوه ماكرة مليئة بالاحساس الطيب لك ولكن ذات الوجوه (السحلية) تتبدل بمجرد أن تعطيها «قفاك» ليكون الكلام مقلوباً مائة وثمانين درجة هندسية.. والتأصيل عندنا أن المؤمن أو المسلم قد يسرق أو قد يزني لكنه لا يكذب ولا ينافق فهل خرج من دائرة الايمان كل هذا العدد المتملق المداهن.. فيا سبحان الله.. هل الحالة العامة هي حالة نفاق ضارب أطنابه فيها أم أن الغفران والرحمة يزيلان بلاء الوصف والاتصاف.

آخر الكلام:-الناس في مواجهة كبرى مع متغيرات مهولة.. خرجت بالبعض من دورهم إلى دور الرعاية والمسنين وجعلت البعض يخافون من دخول مكاتب المسؤولين وحلت بعض الصفات المذمومة مكان الفروسية والبطولة والرجالة وحرارة القلب.. واشاعت نفاقاً عاماً واضحاً.

سياج – آخر لحظة – 1370
fadwamusa8@hotmail.com