خلافات بين علماء السعودية حول رؤية هلال رمضان

اشتدت وتيرة الجدل والخلاف بين علماء السعودية حول الطرق التي ينبغي علي المسلمين أن يلجأوا إليها لمعرفة دخول شهر الصوم وانتهائه، حيث شدد البعض علي اعتماد الرؤية المجردة لإثبات بداية الشهر أو إكماله حتي نهايته في حالة وجود ما تصعب معه رؤية الهلال من غيوم أو ضباب، فيما يدعو آخرون بمسايرة العصر والاستعانة بالأجهزة الحديثة واتباع الحسابات الفلكية التي توضح بدقة ولادة الهلال.

وكانت هيئة كبار العلماء بالسعودية قد رفضت اعتماد الحساب الفلكي في رؤية هلال رمضان وأكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة أن الحساب الفلكي الذي يقوم علي المعادلات الرياضية في صيام رمضان وفطره لاقبول له في شرعنا وقال سماحته: من شكٌك في رؤيتنا وصومنا أو إفطارنا فذاك دليل علي قلة إيمانه ونقص تصوره ولفت إلي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال قولا فصلا صريحا (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمٌ عليكم فأكملوا الشهر) وقال (لاتصوموا حتي تروه ولاتفطروا حتي تروه) وأضاف: أن سنة رسول الله صريحة، لأن الصوم، المعتبر به رؤية الهلال فإذا رأينا الهلال وجب أن نصوم اما عن الحساب الفلكي فقال، هذا لا قبول له في شرعنا .

من جانبهم إكد فلكيون أهمية إشراك الفقهاء وعلماء الفلك لحسم الجدل حول موضوع رؤية الهلال مؤكدين أن الحساب الفلكي هو اليقين والصحيح وهذا الحسابات ليست لشهر واحد أو سنة واحدة بل إنها محسوبة لألف عام، وبالحساب نعرف تقدير القمر ومتي تغطيه الشمس وحركة النجوم، وهو في هذه المسائل صحيح ودقيق ويمكن التعويل عليه.وأضافوا حتي لو تم الاعتماد علي المراصد في رؤية الهلال فإنه لا يمكن الاستغناء عن الحساب الفلكي لأن المرصد بحاجة للحساب لتسليط التلسكوب علي الهلال، فالحساب هو قبل الرؤية لأنه سيحدد موضع القمر في الأفق وهناك أخطاء كثيرة تحصل في دخول الشهر بسبب عدم الاستعانة بالحسابات الفلكية.
وفي رده قال الشيخ صالح محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلي قال إن المعتبر هو الرؤية الشرعية دون النظر إلي قول أهل الفلك الذي يعد حسابهم ¢ظنيا¢ وليس قولا قطعيا¢. وقال اللحيدان: من يدعون أن الحساب قطعي الدلالة لا يؤيدهم نص من الشارع والتحليل والتحريم، والأمور القطعية إنما تكون بالحس والرؤية أو خبر الصادق المصدوق، وليس لديهم شيء من ذلك إنما معهم حساب قد يزيد وقد ينقص، فالذين شهدوا الرؤية العام الماضي حوالي عشرة أشخاص في أربعة أماكن مختلفة بالسعودية، فهل يرد مثل هؤلاء لقول حاسب قد يخطئ أو يصيب؟

واعتبر اللحيدان أن ما يقوله أهل الحساب الفلكي مجرد ظنون يدعونها أمورا قطعية، ويقول: هذا الأمر الذي يدعون قطعيته سبقهم قائلون به وتصدي لهم آخرون وردوا عليهم، فالصحابة والتابعون أجمعوا علي عدم الاعتماد علي الحساب في الصيام والفطر.. تحفظ الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء علي ما أكده الشيخ اللحيدان والفوزان قائلا خلاصة هذا القول إن الحساب الفلكي يعتد به في حال النفي دون حال الإثبات،

أخر ساعة