عبد اللطيف البوني

لكنة السيد الرئيس


[ALIGN=CENTER]لكنة السيد الرئيس [/ALIGN] في خطابه بمناسبة تنصيبه رئيساً منتخباً للسودان يوم الخميس 27 مايو 2010 جاءت (لكنة) تستحق الغوص داخل حروفها، وإليكم النصَّ (حتى تكتمل الصورة) فقد قال سيادته (أُؤكد أننا ملتزمون بما نصَّ عليه اتفاق السلام الشامل من إجراء الاستفتاء للجنوب في الموعد المحدد وهو التزام لن نحيد عنه، فكما وعدنا وأعطينا العهد سوف نوفي به و(لكننا) نريد أن يقول إخوتنا في جنوب السودان كلمتهم دون إملاء أو إكراه …) انتهى. فلو حذفت كلمة لكننا أعلاه لجاء المعنى مستقيماً (سوف نوفي به ونريد أن يقول إخوتنا …إلخ). المعروف أنّ لكنَّ حرف استدراك تعطي معنى مغايراً للذي قبلها ومن المؤكد أنها لم ترد عبثاً في كلام الرئيس، فالاستدارك هنا يكون معنوياً. الواضح أنّ هناك تخوفاً من تزوير إرادة الجنوبيين وبوضوح أكثر السيد رئيس الجمهورية وحزبه يريان أنّ المواطن العادي في جنوب السودان سوف يختار الوحدة لو أنه حر في اختياره لكنَّ قيادة الحركة الشعبية تريد الانفصال وبالتالي سوف تجير إرادة المواطن الجنوبي لخيارها. الانتخابات الأخيرة أثبتت إمكانية تزوير إرادة الناخب في الشمال وفي الجنوب، بعبارة أخرى إنّ (الجماعة ) في الشمال وفي الجنوب (دافنينو سوا) وبالتالي سيكون هناك تخوف حقيقي من الإملاء والإكراه، وسوف تظهر مباراة شد الحبل هذه في التسجيل لتقرير المصير الذي تبقى له أسابيع محدودة… سوف تجتهد الحركة لتسجيل عدد خرافي في الجنوب، وسيجتهد الموتمر الوطني في تسجيل أكبر عدد من الجنوبيين المقيمين في الشمال، لا بل قبل هذا سوف يظهر النزاع في مفوضية تقرير المصير في رئاستها وفي عضويتها، ثم يتواصل النزاع لا بل الصراع في عملية الاقتراع…من الذي يراقبها، ومن هم الموظفون الذين سوف يقومون بها، وتحديد أماكن الاقتراع أي توزيع الصناديق، وعملية الفرز وكل لوجستيات العملية. والأمر قد يصل مرحلة عدم الاعتراف بالنتيجة، والخطورة كما ذكرنا تتمثل في أنّ (الجماعة ) الاثنين برعا في العمليات إياها، وعليه عندما تتوازن القوى فإنّ الصراع سيكون عنيفاً وشرساً. أثبتت الانتخابات الأخيرة أنَّ ( اللت والعجن) الداخلي لن يعطي شرعية ولن يحرم منها، فالأمر كله بيد (الأسرة الدولية ) ممثلة في ست الدول ( الله يقطعك يا كولمبس يا مكتشف الدنيا الجديدة) فهي التي تصرف الشرعية وهي التي تمنعها، فقبل أن تبدأ الانتخابات الأخيرة قالت ست الدول ممثلة في مركز كارتر إنها ستكون انتخابات أبعد ما تكون عن المعايير الدولية ولكن سوف تقبل نتيجتها وهذا ماحدث. عليه سيكون صراع الشريكين حول نتيجة استفتاء تقرير المصير(بندق في بحر) فالأمر كله عند اليانكي إذا أراد دولة مستقلة سوف يفعلها، وإذا أراد انفصالاً نظيفاً سوف يفعله، وإذا أراد انفصالاً يفضي إلى حرب سوف يفعله، وإذا أراد وحدة (ملكلكة ) سوف يبقي عليها، (ولكن ) الله غالب (أها دي لكنَّ القديمة). اللهم نسألك رد القضاء واللطف فيه.

صحيفة التيار – حاطب ليل- 30/5/2010
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. هامان وفرعون و…. يا بنت النيل , النييييييل , أحب النيل يا جمييييييييل !
    كما قال جحا : مافي حلتنا . , في حلتكم . . مافي بيتنا . في بيتكم .. مافي……..!!!
    وانا مافيييييييييييييييييي حلتنا :lool: :lool: :lool: