تحقيقات وتقارير
الإعلاميون العرب ودارفور …تعددت الأسباب والتقصير واحد
وشارك فى الطاولة من السودان النور أحمد النور «الصحافة»،وعبد العظيم عوض «الاذاعة»،وفيصل الباقر «مركز الخرطوم لحقوق الإنسان» ومن الصحافة العربية عطية عيسوى «الاهرام»،ورضوان عقل «النهار»،ونفيسة الصباغ «المصرى اليوم»،وعيدروس عبد العزيز «الشرق الاوسط»،وخالد عويس «قناة العربية»،وابراهيم عبد العزيز المصرى «تلفزيون ابو ظبى»،وضيوف الندوة محمود الريماوى «ريس تحرير صحيفة السجل الاردنية»،وجاسر عبد الرازق «اوكسفام – بريطانيا»،والدكتور هاشم حسن»المرصد الوطنى لحرية الصحافة – العراق».
وناقشت الطاولة المستديرة النتائج الأساسية لثلاث دراسات استهدفت الأولي رصد التغطية الكمية لوسائل الإعلام العربية للنزاع فى دارفور، فيما تناولت الثانية تحليل المضمون الكيفي، وكانت الثالثة خلاصة المقابلات النوعية التي اجريت مع 13 محرراً مسؤولا من وسائل إعلام عربية.
و رصد فريق العمل 18 من وسائل الإعلام الإلكترونية والصحف المطبوعة من السودان «الصحافة» و»الايام»و»السودانى» و»رأى الشعب» و»الرأى العام» و»الانتباهة» وصحفا عربية شملت «الحياة»، و»الشرق الأوسط»، و»القدس العربى» و»المصري اليوم»، و»الأهرام» و»النهار» و»الاسبوع»، والقنوات الفضائية مثل «الجزيرة» و»العربية «و»أبوظبي» والفضائية الليبية، واستمر الرصد لمدة شهر، بدأ في 02 نوفمبر7002م ، وحتي 02 ديسمبر من العام ذاته.
واعتبر فيم راسموسن، من مؤسسة دعم الإعلام الدولي، أن الدراسة التى ناقشتها الطاولة بداية عملية طويلة من الحوار بين مجموعات العمل والإعلاميين وشدد علي أهمية الساحة الإعلامية السودانية والعربية في خلق مناخ ملائم للتوصل إلي السلام في دارفور وتزويد المواطن العربى بالمعلومات اللازمة عن الصراع وأبعاده المختلفة بحيادية تسهم في حل الأزمة بدلا من تعقيدها.
وكشفت الدراسة التي عرض كوشن أدن وهو إيطالي من اصل صومالي وممثل مركز «أوبسرفاتوري دي بافيا» التحليل الكمي لها، وجود قصور في عرض الأزمة في دارفور وتغطيتها في الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة، ولفت الانتباه الى مفارقة هى أن الفضائية الليبية لم تبث خلال فترة الرصد سوي 55 ثانية عن أزمة دارفور على الرغم من أن الزعيم معمر القذافي ظل طرفا مؤثرا فى محاولات تسوية الازمة.
وفي عرضه لنتائج التحليل الكيفي ذكر أشرف راضي، ممثل مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وهو صحافى أن أبرز النتائج التي ظهرت في التغطيات المختلفة ركزت علي الجانب الخبري المتصل بالمواجهات العسكرية وخطوات عملية السلام وأغفلت الجوانب الانسانية.
وعن مقالات الرأي ففي وسائل الإعلام السودانية انقسم الكتاب، حيث اعتبر بعضهم الأزمة محلية بينما رآها آخرون ذات أبعاد إقليمية ودولية ، وعزا ذلك الى الخلفية السياسة للمطبوعة،كما ان الصحف العربية كانت اكثر تشاؤما،لكنه لم يكن نمطا للصحف.
ولم تكتف المنظمات القائمة علي الدراسة برصد المعلومات فقط خلال فترة الرصد التي استهدفت منها التقاط «صورة عشوائية» وقتية للتغطيات الإعلامية للأزمة، فأجرت شبكة الإعلام المجتمعي 15 مقابلة مع رؤساء تحرير وقائمين علي أقسام الأخبار والشؤون الدولية في عدد من وسائل الإعلام لمعرفة الصعوبات التي تواجههم في تغطية الأزمة.
وتوصل المشاركون فى الطاولة إلى ان هناك قصورا في التغطية الإعلامية العربية للأزمة في دارفور، وضعفا في التغطية الميدانية، وتركيزا على الجانب السياسي وإهمال القضايا الإنسانية، وعدم مواكبة الاحداث في دارفور وتقديم تغطية شاملة للنزاع وتعريف المتلقي العربي بكافة جوانبه، وافتقار جزء كبير من التغطية الإعلامية للموضوعية والدقة والتوازن.
ويرجع قصور التغطية العربية الى أسباب عدة ابرزها،افتقار بعض الوسئل الاعلامية للسياسات التحريرية ،والانحياز لدى اخرى،والقيود والرقابة التى تفرضها اطراف النزاع،والرقابة الذاتية،وعدم توفر موارد مالية كافية لدى بعض وسائل الاعلام العربية،وعدم تخصيص البعض موارد لتغطية النزاع لأسباب تتعلق بالسياسات التحريرية، وضعف المهنية والتدريب فيما يتعلق بتغطية مناطق النزاع والحروب، وغياب التحقيقات الاستقصائية وثقافة حقوق الإنسان وأنسنة الإعلام.
ومارس الاعلاميون العرب نقدا ذاتيا،و(جلد ذات)،واعترفوا بالقصور،وحاولوا أن لا يلقوا باللوم على الآخرين او الاتكاء على نظرية المؤامرة،وشددوا على ضرورة تجنب السياسة،والتركيز على الجوانب المهنية، رغم قناعتهم بأن اصابع الانظمة العربية ليست بعيدة عن الاعلام والتأثير عليه بشتى السبل.
وتوصل المشاركون الى ضرورة تحسين التغطية العربية للنزاع في دارفور من خلال دعوة الحكومة السودانية والحركات المسلحة واطراف النزاع الى تسهيل وصول الصحافيين الي مناطق النازع وتأمين سلامتهم ورفع القيود المفروضة على تحركاتهم، ودعوة الحكومات العربية إلى الكف عن التدخل في عمل المؤسسات الإعلامية ورفع كافة القيود المفروضة على حرية الصحافة والصحافيين، وسن تشريعات ديمقراطية تكفل حرية الصحافة،واحترام حق الصحافيين في الحصول على المعلومات لتمكينهم من أداء واجبهم المهني، ودعوة وسائل الإعلام العربية إلى الالتزام بالموضوعية والمصداقية والدقة والتوازن في التغطية الصحافية لدارفور والتمسك بأخلاقيات المهنة.
كما دعا المشاركون، المؤسسات الإعلامية العربية والجهات المعنية لتدريب الصحافيين علي تغطية النزاعات ونشر ثقافة السلام وحقوق الإنسان، وشددوا على ضرورة ايلاء اهتمام اكبر بالنزاع في الإقليم مع الاهتمام بقضايا الانسان والحرص على التغطية الميدانية ، وتنويع مصادر المعلومات والبحث عن مصادر بديلة من خلال المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم وأية مصادر اخري متاحة.
واتفق المشاركون، على انشاء شبكة من الصحافيين العرب (أصدقاء دارفور) تعمل علي تشجيع المؤسسات العربية وتبادل الخبرات والمعلومات وإنشاء موقع خاص للشبكة علي (الانترنت).
المصدر :الصحافة [/ALIGN]