الماء.. مقطوع
ماذا يكون؟
رنّ هاتف المسؤولية على آذان الملأ وروح الوطنية يستجدي النبل والمقصد الشريف لإسداء الخدمة الحقة.. فهل من قلوب حاضرة وواعية بعظم المسؤولية والأمانة التي ستلقى على عاتق أعضاء الحكومة القادمة.. فهل جاءت وجوه نضرة بريئة من شبهة الذوات وأبناء الذوات؟ أم أن الوجوه المتكررة تمارس تكرارها ومنوالها في نسق الكراسي الدوّارة ليجلس من كان في الكراسي ذي الجنب ومن كرسي لآخر إعلاناً بأن حواء السودان قد عقرت على حدود هؤلاء و لا بديل ولا وجه مقنع إلا المتاح والموجود.. إذن كل الخشية من أن يتأتي الوجه أياه مكرراً.. ممجوجاً في مقعد آخر في مكان آخر لا يحمل الدهشة ولا يقوى على الإبداع.. في فكر يرى فيه بعض المتقدمين أن المُخصصات جاذبة دون إلقاء كثير بال للمسؤوليات الجسام.. فماذا تحمل يا ربي الوجوه القادمة من «محن» القادمين.. ويا كافي البلاء وحايد المحن.. مع الاعتذار «للعزاز علينا» الذين نأمل في وطنيتهم الغرة.. فقد غابت عنّا القدوة التي نقول بملء الفيه «وحاته».. فماذا «يكون الأمر»؟
فرفرة واحتقان
كلما أحسّ الواحد منّا بالضعف حاول أن يفرفر ولو على شاكلة فرفرة الموت وفجّته العميقة.. لحظة ما.. تعلق فيها أرواحنا ما بين السماء والأرض.. فلا تسقط للأرض فتستقر على السطح أو الباطن ولا تعبر إلى العلياء فتُريّحُنا.. والاحتقان الذي يملأ جنبات الأبدان ويجعل الدماء تضج بالاحمرار السافر.. الآن تنعدم أوزاننا ونطفو على سطح الضياع والاهتزاز.. وحتى نثبت على القاعدة الصلبة لنا أن نتخلص من إسقاطاتنا العميقة.. فبعد الآن الحياة بلا نكهة بلا حراك.. بلا شيء إلا الشيء الحزين الحزين الدفين.. أن نبكي بحرقة وأسى وحريق يلتهم كل النبت والاخضرار.
آخر الكلام:-جاء الماء أو شخرت المواسير وقالت «ها….» فالحال كالغريق الباحث عن القشة.. ولا ينقصنا إلا أن نفرفر فرفرة الموت.
سياج – آخر لحظة – 1374
fadwamusa8@hotmail.com