جعفر عباس

القضاء بيننا يا قطر

[ALIGN=CENTER]القضاء بيننا يا قطر [/ALIGN] احتاج الى محام ضليع وشرس كي أرفع دعوى على حكومة قطر في مجلس الأمن الدولي والفيفا وجوانتنامو.. المهم محام شاطر يختار محكمة على ذوقه ومزاجه كي استرد حقوقي الشرعية من وزارات المالية والطاقة والثقافة القطرية، والشرط الآخر هو ان يكون المحامي غير مهتم بالماديات، (ولكن لا مانع في ان أعطيه عمولة من الملايين التي أتوقعها إذا أثبت أنه شاطر وانتزع لي حقوقي من الحكومة القطرية).أنا أعرف أنني أتمتع ببجاحة ووقاحة استثنائية: مقيم في قطر منذ عصر الغوص، و”فاتح بيت” بفلوس قطر، وأتعالج ببلاش على حساب قطر، بل ويعطونني تذاكر سنوية كي “أحل عن سماهم” لبعض الوقت! طيب لماذا أعض اليد التي تطعمني؟ دعوني أسرد لكم الحكاية من البداية: قطر أغرقتني بجمائلها ووفرت لي ولعيالي مستوى معيشة أكثر من محترم، وعشت فيها لسنوات طوال شاكرا الله لأنه أتى بي إلى قطر، وظللت راضيا وقانعا بحالي حتى وجدت نفسي اطلع على معلومات استفزازية: متوسط إنفاق الفرد في قطر 10 آلاف دولار شهريا!! نعم؟ إنفاق أم دخل شهري؟ إنفاق يا … بل هناك رواية تقول إن متوسط إنفاق الفرد في قطر 30 الف دولار وأن متوسط دخل الفرد…. هنا صحت: بس.. كفاية.. خلينا في الـ10 آلاف دولار.المعلومة مصدرها جهات مالية عالمية لديها بنك معلومات وإحصاءات دقيقة.. والمعلومة تقول إن ذلك المبلغ هو إنفاق “الفرد” في قطر.. طيب هل أنا “فرد” أم جوز أم توأم سيامي؟ لو جاء في المعلومة ان ال10 آلاف دولار هي متوسط إنفاق المواطن “القطري” في شهر لما فتحت حلقي بكلمة، ولكنها تقول “الفرد”.. والأمر الذي لا شك فيه هو أنني فرد، بل فرد جداً.. فرد أوي.. فرد فريد من نوعه، فلماذا لا أنفق 000،10 دولار شهريا؟ لو كان عندي مثل ذلك المبلغ لأنفقت “أبوه” بقلب جامد، لأن من ينفق مبلغا كهذا شهريا لابد وأن دخله الشهري أعلى بكثير من الآلاف العشرة!! ما معنى هذا؟ معناه ان حقوقي كـ”فرد” في قطر منتهكة، والمؤسف انه لا توجد في قطر – أو غير قطر- جمعية للدفاع عن حقوق “الفرد”.. المهم: هناك جهة ما تدين لي بمئات الآلاف من الدولارات وأملي عظيم في أن جهة ما تتخصص في فض المنازعات (بس بلاش الجامعة العربية الله يخليكم) كي تساعدني على استرداد حقوقي حتى لا تتدهور علاقتي بقطر فأشكل حركة تحرير السودان (هذه حركة فيها بركة ولا تشبه حركات التحرير السودانية التي لا حصر لها وتحارب وتساوم على فتات وطن منهك).. أنا لست معنيا بتحرير أي جزء من السودان الذي في إفريقيا، بل السودان الذي في الدوحة.. نعم هناك حي ارستقراطي في الدوحة اسمه السودان وبعد شهور قليلة ستخترقه من فوق ومن تحت شبكة جسور وأنفاق، لو وضعت حاجزا فيها لتعبر كل سيارة نظير ربع دولار (رسوم تأشيرة دخول السودان القطري) سأصبح مليونيرا في أسبوع وبعد تحرير فريج (حي) السودان والتأهل لإنفاق 10 آلاف دولار شهريا سأشتري كل ما يلزمني من محلات هارودز اللندنية لدعم الاقتصاد الوطني لأن قطر اشترت هذه المحلات والوفاء لقطر يستوجب ان اكون زبونا لهاردوز (فرحت لقطر لكونها اشترت شيخ متاجر العالم الارستقراطي، ولأنني سأرتاح من رؤية صاحبه السابق محمد الفايد الذي كان يريد ان يدفن بعد موته في ضريح في سقف هارودز، وأعلن عن رغبته في استنساخ نفسه كي “يعيش عمرا إضافيا”.. وطالما أنها أراحتني وغيري من الفايد “غيرت رأيي” وتنازلت عن فلوسي التي كان ينبغي ان أنفقها كـ”فرد”.. وعمار دائما يا قطر

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

تعليق واحد